ومنها: إفراز مادة التاريخ أرخ أو يؤرخ أو أرخت أو أرخوا ومثالها، أو ما يفيد معنى هذه لألفاظ. . ومثل ذلك كقول بعضهم في تذهيب قبة الإمام علي عليه السلام:
يا طالبا عام إبداء البناء لها ... أرخ تجلى لكم نور على نور
سنة 1155 هـ
وقول الشيخ حسن الشامي في ولاية حسن باشا لمصر:
ولسان الحال يؤرخه ... كملت مصر بجمال حسن
سنة 1014 هـ
وقول العمري عبد الباقي يؤرخ وفاة العلامة شهاب الدين الآلوسي صاحب روح المعاني:
حور الجنان به حفت مؤرخة ... جنات روح المعاني قبر محمود
سنة 1820 هـ
وربما تزيد مادة التاريخ أو تنقص، فيجوز الإكمال أو التنقيص بنكتة أدبية. . فالأول كقول بعضهم في تعمير مسجد صاحب الجواهر:
تم بأقصى اليمن تاريخه ... شيد على أسس التقى ركنه
سنة 1351 هـ
أشار بأقصى اليمين إلى إضافة خمسين، وفيه النكتة الأدبية. . والثني كقول بعضهم أيضا في تزيين قبة الإمام علي عليه السلام بأمر أحمد خان النواب:
فأنخ والق عصاك وادع مؤرخا=الخير وفق أحمد النواب
سنة 1198 هـ
إشارة إلى إلقاء واحد من المجموع وهي نكتة أدبية لطيفة.
وقد تفنن الأدباء في هذا الفن. فمنهم من نظم القصيدة وجعاً كل شطر من شطراتها تاريخاً كما فعل النحلاوي بمدح الشيخ عبد الغني النابلسي. . ونمهم من جعل معجم كل شطر منها تاريخاً كما فعل عبد الباقي العمري في مولد حفيده وسماها الجوهرة. . ومنهم من جعل من معجم كل بيت ومهمله تاريخاً كما فعل الشيخ ناصيف اليازجي. . كما عرفنا عليه أستاذنا الجليل أحمد حسن الزيات في كتابه تاريخ الأدب العربي ص 458 فقال (وشعره على طول معالجته له، وقوة طبعه فيه، أسبه بشعر الحريري وأضرابه، وبخاصة تلك القصائد