مجله الرساله (صفحة 65279)

لدى الكثير من الأدباء رغبة في تجليته وإظهار أسراره، فإن قليلاً من الباحثين هم الذين تعرضوا للكلام على الميسر، ومن هؤلاء القلة:

1 - برهان الدين البقاعي، المتوفى سنة 885 كتب في تفسيره المسمى (نظم الدرر، في تناسب الآي والسور) فصلا كبيرا ممتعا، وقد أفرد المستشرق السويدي (لندبرج): , , يسمي نفسه (عمر السويدي) وطبعه في مجموعة (طرف عربية) في ليدن 1303 وسماه (لعب العرب بالميسر في الجاهلية الأولى) وتشتمل الطرفة الأولى على أربعة مؤلفات عدد صفحاتها 191 وفيها هذه الرسالة، ورسالة أخرى هي (رسالة التنبيه، على غلط الجاهل والنبيه) لابن كمال باشا. والثالثة (نشوة الارتياح) للسيد مرتضى الزبيدي. والرابعة (ديوان أبي محجن الثقفي) رواية أبي هلال العسكري.

2 - السيد مرتضى الزبيدي، شارح القاموس، المتوفى سنة 1205، ألف في ذلك رسالة سماها (نشوة الارتياح، في بيان حقيقة الميسر والقداح) ضمنها شرح عبارات البقاعي، مع إيضاح ما أغفله.

3 - العلامة السيد محمود شكري الآلوسي، كتب فصلاً مسهباً في الجزء الثالث من كتابه (بلوغ الأرب). وقد صنف في ذلك أيضا كتابا سماه (المسفر، عن الميسر) وهو مخطوط لم يتسن لي أن أطلع عليه.

4 - ابن سيده الأندلسي المتوفى سنة 458 كتب فصولا لغوية في الميسر والأزلام، في المخصص (13: 20 - 23).

5 - وهو أهم أثر تاريخي يعتمد عليه، لقدم عهده وجلال مؤلفه، وهو كتاب (الميسر والقداح) لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة (213 - 276) الذي نشره الأستاذ المحقق السيد محب الدين الخطيب، الذي أدين له بفضل اتجاهي إلى جهاد النشر العلمي، حفظه الله وأبقاه.

وترجع أهمية هذا الأمر التاريخي إلى الطريقة العلمية التي نهجها ابن قتيبة، وهو استقراء الآثار العربية الأدبية، لاستخلاص هذا البحث النادر، على قلة ما وصل إلينا من تلك الآثار التي يذكر فيها الميسر، وفي ذلك يقول ابن قتيبة مخاطبا من كلفة تأليف الكتاب:

(قد كلفت رحمك الله شططاً، وحاولت عسيراً، لان الميسر أمر من أمور الجاهلية قطعه الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015