للدكتور فيليب حثي
أستاذ التاريخ بجامعة برنجستون بالولايات المتحدة
خلاصة موجزة لسبع محاضرات ألقاها الأستاذ باللغة
الإنجليزية في جامعة سان باولو
1 - في الأدب
هنالك جسور ثلاثة اجتازت عليها المدنية العربية بعناصرها الأدبية والعلمية والفلسفية والفنية من الشرق العربي إلى الغرب الأوربي: وهي سورية في العهد الصليبي (1098 - حوالي 1300) وصقلية في عهد الأغلبيين (831 - 1091) ثم النور منديين، وإسبانيا في عهد الإسلام. والذي نعنيه بالأدب العربي ما أنتجته بالأكثر قرائح الشعوب السورية واللبنانية والعراقية والفارسية وتضمنته اللغة العربية. وأهم هذه الجسور إسبانيا التي أقام العرب فيها نحو ثمانية قرون (711 - 1492) ومن مدنها طليطلة التي أصبحت في القرن الثاني عشر مركزاً هاما للترجمة من العربية بفضل رئيس الأساقفة ريموند. وعقب طليطلة كاستيل وليون برعاية الملك ألفونسو الحكيم (1253 - 4) الذي أولع ولعاً خاصا بالأدب العربي. حتى بعد أن طرد الأسبان العرب من البلاد بقي المورسكو لمدة طويلة يكتبون الإسبانية بأحرف عربية وينشئون الأدب المعروف بالأب الأعجمي
أهم مادة في الأدب العربي إنما هي المادة الدينية. نعم إن القرآن الكريم ترجم إلى اللاتينية (1141) ومنها إلى الفرنسية ومن هذه إلى الإنكليزية (1649) ولكنه لم يكن له أثر بين في الأدب الغربي لما اتصف به أبناء الغرب من التعصب الديني ضد الإسلام. ولعل من أهم أثر هو قصة (المعراج والإسراء) المشار إليها في القرآن من طرف خفي (سور 1: 17) والتي توسع في شرحها والإضافة إليها القصاص وأصبحت مثلا تحداه الشاعر الإيطالي الخالد دانتي في ملحتمه (الكوميديا الإلهية). والظاهر أن دانتي تأثر بكتابات الشاعر الفيلسوف السوري المعري (توفي 1075) والشاعر العربي الصوفي الأسباني أبن عربي (توفي 1240).