مجله الرساله (صفحة 63499)

قدرته قد حقق هذا الحلم بأسرع مما كانوا يظنون

ففي 1939 قامت الحرب العالمية الثانية وتحرج مركز إنجلترا وطلبت من الهنود الإخلاد إلى السكينة وترك قضية التقسيم جانبا حتى تنتهي الحرب، ولكن القائد الأعظم محمد علي جناح قال: إننا نوافق على الهدنة في كفاحنا السياسي إذا رضيت بريطانيا بشرطين:

1 - أن تعلن الحكومة البريطانية إعلاناً صريحاً بأنها لا تتبنى دستوراً لحكم الهند في زمن الحرب أو بعد الحرب من غير موافقة سابقة من جانب المسلمين

2 - أن يكون للمسلمين نصيب مساو لنصيب غيرهم من السيادة وفي مراقبة أمور الحكومة المركزية والحكومات الإقليمية

وقد رضيت إنجلترا بذلك ووافقت عليه وأعلنت في 1940 أنها لن توجد في الهند شكلا من أشكال الحكم لا ترضى عنه عناصر كثيرة العدد قوية الأثر

قبل المسلمون هذا التصريح ولكن الهندوس رفضوه وقاموا بحركة عصيان ضد إنجلترا ولكنها فشلت لعدم اشتراك المسلمين فيها

وفي عام 1944 اجتمع غاندي بمحمد علي جناح في بومباي وحاول أن يتفق معه على عدم تقسيم الهند، ولكن محمد علي جناح رفض رأي غاندي لأنه كان ضد رغبة المسلمين. وربما يبدو هذا الموقف غير سليم أمام من ينتصرون للقومية، ولكن أمام هؤلاء أضع الحادث التالي على سبيل المثال: في عام 1947 كان يسكن بلدة أمتسار خمسمائة ألف نسمة منهم مائتا ألف مسلم وفي يومين أثنين قضى الهندوس على هذا العدد الضخم بالقتل والذبح والتشريد. كيف يمكن مع مثل هذا أن يطمئن المسلمون على أنفسهم؟ إن السبيل الوحيد هو إقامة دولة إسلامية مستقلة

وانتهت الحرب العالمية الثانية سنة 1945 وبدأت إنجلترا تعالج مشكلة الهند. وفي أوائل 1946 أجريت الانتخابات في الهند وقد نجح أعضاء حزب الرابطة الإسلامية في إحراز المقاعد الثلاثين المخصصة للمسلمين في المجلس التشريعي المركزي، وهؤلاء هم أنصار قضية الباكستان. وأصبح واضحا تماما أنه لا يمكن إغفال رغبات مائة مليون من السكان

واعترافا بالأمر الواقع قرر البرلمان البريطاني في 1947 ما يأتي:

(ابتداء من الخامس عشر من أغسطس عام 1947 يقوم في الهند حكومتان باسم الهند

طور بواسطة نورين ميديا © 2015