433هـ. وكان أبوه خال الأميرة (سيدة) والدة مجد الدولة بن بوية الديلمي، ولهذا سمي (كاكويه) لأن الخال في لغة الديلم يسمى (كاكو) أو (كاكويه) وعلاء الدولة هذا هو الذي اتصل به الشيخ الرئيس ابن سينا، وصار من أصحاب الحظوة عنده، وبقي في خدمته إلى آخر عمره، ولكنه لم يكن له وزيراً في يوم من الأيام. أما الوزارة فكانت من ابن سينا لشمس الدولة أخي مجد الدولة؛ فقد وزر له مرتين ما بين سنتي 405 هـ، 412 هـ.
وكان هناك - فوق ذلك - في عصر ابن سينا الدولة الغزنوية التي كان أول ملوكها (سبكتكين) سنة366 هـ. كما كان محمود الغزنوي - المعروف بيمين الدولة محمود بن سبكتكين - هو ثلث ملوكها. وهذا الفاتح العظيم قد أثار حروباً كثيرة في حياته وفي عصر ابن سينا بالذات. فهو فوق غزوه لبلاد الهند وفتحه لها قد حارب دولة خوارزم وملك خوارزم سنة407 هـ. وهي دولة اتصل ابن سينا بها وبأميرها علي بن المأمون كما أسلفنا. ولم يكتف محمود الغزنوي بهذا، بل استغل ما بين الأمراء والملوك حوله من خصومات ونزاع، فدخل جميعهم لمصلحة دولته الناشئة القوية. كما فعل في الحرب التي قامت بين سلطان الدولة البويهي وأخيه أبي الفوارس بن بهاء الدولة. وكأن محمود الغزنوي كان يستعد لافتراس هذه الدويلات المتقطعة المتناحرة دولة بعد دولة. وكان همه بالذات متجهاً إلى إمارات بني بويه، ففي سنة 420 هـ اتجه إلى إقليم الري، وكان عليه الأمير مجد الدولة بن فخر الدولة بن بوية فملكه محمود الغزنوي. كما ملك إقليم الجبل. وفي سنة421 هـ وجه مسعود ابن يمين الدولة الغزنوي جيشاً إلى إقليم همذان. أما علاء الدولة بن كاكويه - وهو الأمير الذي اتصل به ابن سينا في أصفهان - فلم يسلم من غارات الدولة الغزنوية التي دخلت جيوشها (الري) فنهزم علاء الدولة وجرح في رأسه وكتفه وهرب تاركاً إقليمه في يد السلطان مسعود الغزنوي بن محمود الغزنوي.
على إن هذه لم تكن آخر حروب السلطان مسعود الغزنوي ابن محمود الغزنوي ضد علاء الدولة بن كاكويه: ففي سنة425 هـ - أي قبل وفاة ابن سينا بثلاث سنوات - اتفق علاء الدولة مع ابن فرهادبن مرداوج على قتال عسكر السلطان مسعود الغزنوي. ولكن الحظ خان علاء الدولة حتى بعد احتمائه بالجبال الشاهقة بين أصبهان وملكها. وفي هذه المعركة نهبت خزائن علاء الدولة بن كاكويه أخذت أمواله الطائلة. وفي هذه المعركة بالذات كان