زكي طليحات
هوليود بين الخوف والأمل
بدأ التلفزيون يسير بخطى واسعة نحو الانتشار وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وأصبح تهديده عظيما للسينما. ولقد لاحظ المراقبون لشؤون الفن أن ثلاثة آلاف دار للسينما قد أغلقت أبوابها نظرا للمنافسة الشديدة للتلفزيون (في الثمانية عشر شهرا الأخيرة) ويقول هؤلاء المراقبون إن تكاليف الفيلم في التلفزيون يبلغ عشرين ألف دولار ويستمر عرضه ثلاثين دقيقة أي أن ثلاثة أفلام تكلف ستين دولارا لمدة ساعة ونصف، وهذا ما يعادل مدة الفلم السينمائي إلا أن تكاليف أرخص الأفلام التي تقدمها إحدى الشركات السبع الكبرى في أمريكا يبلغ مائة ألف دولار، والفلم المتوسط بين ستمائة ألف ومليون دولار.
ويقول المدافعون عن صناعة السينما إن السينما تعطي صورة حقيقية لحجم الأشياء وفي ذلك متعة للمتفرجين لا يمكن لهم أن يجدوها في التلفزيون، كما أن هناك من الأفلام مالا يجوز للنشء رؤيته، وهذا مالا يمكن منعه في حالة التلفزيون، وخاصة بعد أن أصبح في كل قهوة في نيويورك والمدن الكبرى في أمريكا آلة للتلفزيون. وقد بلغ عدد آلات التلفزيون خمسمائة ألف آلة، 137 محطة. . .
ولقد ظهر انتشار التلفزيون في تعدد حوادث الإجرام بين النشء حتى أن جماعة الأساتذة والآباء ف (لوس إنجلز) قد احتجت على البرامج التي يقدمها التلفزيون، ذاكرة أن في المدة بين 1 - 7 مايو سنة 1951 حوت برامجه:
227 حادثة قتل 357 شروع في قتل
46 سرقة 39 حوادث خطف
ورغم هذه الانتقادات فالتلفزيون آخذ في الأنتشار، وإن السنوات القادمة ستبرهن لنا عن مدى صلابة صناعة السينما أمام هذا المنافس الخطير. . بينما تمسك هوليود بلقبها بين الخوف والأمل. .
باريس
سالم عزام