الثعلب: ولم تكن لأبيك الحاسة الموسيقية فحسب. . بل كان أيضاً حكيماً جداً. . حذراً كثيراً. . ولكن يا سيدي هلا تغني؟!. .
أرجوك. . فإني أبغي أن أعرف هل تستطيع أن تطرب كأبيك!. .
(يضرب الديك بجناحيه. . ويتمطى، ويمد رقبته، ويغمض عينيه، ويصيح بأعلى صوته، وفي لحظة ينقض الثعلب عليه. . ويمضي به بعيداً. . بينما الديك يحشرج ويقاوم، ويصيح في فزع. . وتندفع الدجاجات صائحات في ارتياع)
الديك: (في صوت ضئيل يائس) لماذا تعدو بي إلى الغابة؟ لقد انتصرت علي وخير أن تأكلني ها هنا. . وتنهي الأمر!
الثعلب: حقاً!. . سأفعل ذلك. . ومن بعدك الدجاجات السبع!. .
(بينما يفتح الثعلب فمه ينفلت الديك منه، ويسرع عائداً إلى الحظيرة)
الثعلب: يا عزيزي!. . أنا لم أقصد إفزاعك هكذا. . . تعال أحدثك عن قصدي!. .
الديك: لا. أشكرك، فأنا أعرف. . ولن تنالني مرة أخرى!. .
(تدخل (مسز مالكين) ومعها طبق من الحبوب. . وحيثما ترى الثعلب تطرده إلى الخارج ثم تستدعي الديك والدجاجات إليها. . وتطعمها).
الدجاجة: لم أكن أعتقد أني سألقاك ثانية. يا رفيقي الأثير.
الديك: آه. . لقد تعلمت الآن شيئين: ألا أغمض عيني حينما يجب أن تظلا مفتوحتين، وثانياً: ألا أعمل بنصيحة زوجتي!
الدجاجة: وكذلك قد عرف الثعلب أن من الحماقة أن يثرثر حينما يجب أن يمسك لسانه!
محمود البكري محمد