فعساهم إذا تحجب صدري ... وجدوا صدرك الحفي الرحيبا
ثم تبارك - خاطئة التاريخ - الحب الطاهر بكلام ككلام المتصوفين، تقول:
ولدي اهجروا القصور فإني ... قد وجدت النعيم فيها غريبا
ثم تمنحها ضيعة للحب. .
وشوقي بعد كل هذا حريص على أن يترك ساحة كليوباترا نقية. . فهو يبارك هذا الحب أيضا، ولا يجني على هيلانة فتقع تبعة موتها على كليوباترا، فيخترع معجزة (حلقة النجاة) ضاربا بالواقعية عرض الحائط، في سبيل الوصول إلى الغرض الأول والأخير. . . ثم لا يترك كليوباترا إلى راكعة أمام تمثال إيزيس نائبة، مستغفرة، مسترحمة، ملقية تبعة خطاياه على الحياة. . في فلسفة واهية الأساس، وغن كانت متساندة، بعد أن هيأ لها شوقي ذلك الجو الذي أسلفنا تحليله. . .
ولحظة الانتحار - وإن مرقت كالبرق - إلا أنها أضاءت بالأمل الذي يريد أن يتشبث بالشباب، فيمنعه شيء في النفس. . كما تجلى ذلك في قولها:
الملكة: عجل فديتك
أنطونيو: لا. . لا نريد من ثمن
الملكة: كرائم المال
أنطونيو: ما للمال مقدار
الملكة: إلى الأفاعي؟
أنوبيس: لا إلى المحراب
الملكة: رأيكما في المكث والذهاب
زينون: أتعلم يا غلام على عشقا
حابني: دع الإنكار قد برح الخفاء
زينون: ومن أنبأك
حابي: أنت
زينون: وكيف؟
حابي: تهذي. . . فتفضحك الوساوس والهذاء