مجله الرساله (صفحة 61523)

احتلتها1814، 1815، 1870، وكانت تهددها 1915 ثم احتلتها للمرة الأخيرة 1940 - 1945 وقد نزل الدمار بشمال شرق فرنسا وبشرقها وبعاصمتها في كل غارة من هذه الغارات.

ولكن الحلفاء لم يأخذوا بوجهة نظر فرنسا، فإنجلترا رفضت لأنها كانت وما زالت ترى ضرورة قيام ألمانيا كدولة قوية في وسط أوربا حفظا للتوازن الدولي، ففي شرق القارة توجد روسيا وفي غربها توجد فرنسا ومن ثم يجب أن تكون هناك دولة قوية في وسط القارة لتمنع طغيان إحدى هاتين الدولتين (وخاصة روسيا حاليا) على القارة الأوربية. ولعلنا نلمس ذلك بوضوح في السنوات الأخيرة، فقد كان نتائج هزيمة ألمانيا سنة 1945 أن تقدمت القوات الروسية من الشرق واحتلت شرق ألمانيا وتقدم قوات الحلفاء (إنجلترا وفرنسا وأمريكا) من الغرب واحتلت كل دولة جزءاً ثم بان الخطر الروسي فحاول الحلفاء جاهدين توحيد ألمانيا (رغم معارضة فرنسا) ولكن روسيا وقفت في وجههم وبات أعداء ألمانيا بالأمس على أحر من الجمر يحاولون إعادة ما هدموه وما أنفقوا الملايين من الأرواح في سبيل هدمه، ولا ريب أن كل هذا التطور نشأ عن ظهور الخطر الروسي مما دعا إلى ضرورة إيجاد دولة قوية تقف في وجهه، وقد فطنت روسيا إلى أهداف الحلفاء فعارضت في الجلاء عن الأراضي الألمانية التي تحتلها وفي وحدة ألمانيا حاليا.

وقد عارضت أمريكا (الولايات المتحدة) طلب فرنسا سنة 1981 لأن رئيس جمهوريتها ولسن كان قد أعلن مبادئه الأربعة عشر، وأهم مبدأ فيها أن لكل قوم الحق في تقرير مصيرهم، فرأى ولسن أنه لا يستطيع أن يعلن عن مبادئ ثم يتنكر لها في نفس الوقت أو بعبارة أخرى أن يؤمن بمبادئ ويكفر بها في نفس الوقت، ولذلك رفض فكرة تقسيم ألمانيا. ومضت السنون، وفي عشرين سنة أعادت ألمانيا قوتها وقواتها. وفي 1939 اشتعلت نيران الحرب الثانية وتحققت مخاوف الفرنسيين وداست ألمانيا على حرياتهم واحتلت عاصمتهم وديارهم 1940 وأقامت إلى أن تعاون الحلفاء وأعدوا قواتهم فنزلوا بأرض فرنسا ثم أجلوا الألمان عنها وتقدموا داخل ألمانيا حتى سقطت في يدهم برلين 1945

وتحتل قوات روسيا وإنجلترا وفرنسا وأمريكا أراضي ألمانيا الآن، ويتمنى الإنجليز على رغم معارضة فرنسا عودة ألمانيا القوية لحفظ التوازن الدولي الأوربي ولكن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015