والشيء الذي نأسف له هو أن الشاعر قد اضطرته الحياة الجامعية إلى التخلي عن صوغ الشعر. فبعد عام 1910 لا نجد له من القصائد إلا النادرة. ولكنه ظل محتفظا بشهرته كشاعر إلى عام 1914 وهو العام الذي سافر فيه إلى أوربا. وقد رأينا الأستاذ الزيات يقول في خطبته التي ألقاها في صيف ذلك العام ما نصه.
(. . ولولا أن شعره مشهور مذكور لأوردت منه المعجب المطرب. .)
ولكن الشاعر منذ سافر إلى أوروبا في عام 1914 لم نر له ولا بيتا واحدا. فقد هجر القريض هجرا تاما. ونسي الناس هذا الشاعر الموهوب، بل ربما يكون هو نفسه قد نسي شعره.
محمد سيد الكيلاني