مجله الرساله (صفحة 59752)

إقامة بناء على تلك الأرض.

وفي 30 مارس سنة 1914 وضع الخديوي عباس الحجر الأساسي لمباني الجامعة. وفي سرادق الاحتفال غنى المطرب زكي عكاشة قصيدة شوقي التي مطلعها

يا بارك الله في عباس من ملك ... وبارك الله فيكم آل عباس

ولكن قيام الحرب العظمى الأولى قضى على فكرة بناء أمكنة للدراسة وتعرضت الجامعة للإفلاس واضطرت إلى استدعاء بعثاتها من أوربا بعد أن إنعدمت التبرعات.

وفي سنة 1914 منحت الجامعة أول دكتوراه علمية للطالب طه حسين (بك) بعد أن جرت فيها أول مناقشة علمية علنية برياسة الشيخ الخضري وقد حضرها جمهور كبير من الطلبة والأساتذة.

وفي عام 1915 فكرت الحكومة في إنشاء جامعة. وفي 27 فبراير سنة 1917 وافق مجلس الوزراء بصفة مبدئية على ما اقترحه وزير المعارف من إنشاء جامعة. وناط بوزارة المعارف إعداد مشروع لهذا الاقتراح فشكلت لجنة لهذا الغرض بقرار وزاري صدر في 20 مارس سنة 1917 وقامت بالعمل في الحال وقدمت في 17 نوفمبر من تلك السنة تقريرها التمهيدي الأول متناولاً الاقتراحات التي ترى العمل بها في وضع النظام الذي تقوم عليه الجامعة وبيان ما لرجالها والهيئات المكونة لها من الحقوق وما عليهم من الواجبات. ثم وقفت اجتماعات اللجنة مدة تزيد على سنتين من 22 يناير سنة 1918 إلى 24 مارس سنة 1920 وفي 4 يناير سنة 1921 رفعت اللجنة تقريرها إلى وزير المعارف.

وقد كانت أغلبية أعضاء هذه اللجنة من الأجانب، لذلك قررت أن تكون لغة الدراسة بالجامعة هي اللغة الإنجليزية أو الفرنسية.

أما الأعضاء المصريون وكانوا ثلاثة فقد احتفظوا برأيهم وسجلوه في التقرير وهو تدريس المواد باللغة العربية. وقد بقي هذا المشروع في طي النسيان حتى شهر مارس من سنة 1925 إذ صدر مرسوم ملكي بإنشاء (الجامعة المصرية) وقد جرت مفاوضات بين الحكومة والقائمين على الجامعة القديمة. وانتهت هذه المفاوضات بضم الجامعة القديمة إلى الحكومة. ولم تكن الجامعة الذي صدر بها هذا المرسوم تشمل سوى أربع كليات وهي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015