شعره، وقلما يروى له في غيره، ومدح الرشيد فلما مات رثاء ومدح ولده الأمين، ومدح أيضاً الأمير أبا دلف (القاسم بن عيسى العجلي أحد قواد المأمون ثم المعتصم، وتوفى أبو دلف ببغداد سنة 226). وكانت وفاة أبي الشيص سنة 296هـ وهو من أسرة عريقة في الشعر فقد عرف به كثير من أفرادها وإن لم تكن لهم نباهة ذكر، وحسبك بأبن عمه دعبل بن علي وأبنه علي بن دعبل شاعر، ومن هؤلاء بن أخيه علي أبن رزين بن علي، وقد ذكره المرزباني في المعجم، ومنهم أبن عمه سلمان بن رزين ابن علي. ومن هذه الأسرة إسماعيل بن علي أبن علي بن رزين (بن أخي دعبل) وكان متهماً بوضع بعض الأحاديث، ولد سنة 259 وتوفى سنة 352 بمدينة واسط، وله ترجمة في تاريخ بغداد -
ولأبي الشيص الأبيات الرقيقة المشهورة التي لو لم يكن له سواها لاستحق بها التقديم واستوجب التفضيل: وهي:
وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي ... متأخر عنه ولا متقدم
أحد الملامة في هواك لذيذة ... شغفاً بذكرك فليلمني اللوم
أشبهت أعدائي فصرت أحبهم ... إذ كان حظي منك حظي منهم
وأهنتني فأهنت نفسي صاغراً ... ما من يهون عليك ممن يكرم
وكل الأدباء على نسبة هذه الأبيات إلى أبي الشيص كما في الشعر والشعراء والعقد الفريد والأغاني (ج15 ص 205) وشرح مقامات الحريري للشريشي، وفوات الوفيات وغير ذلك من كتب الأدب ولكن الأصفهاني في الأغاني (ج29 ص 242) نسب هذه الأبيات إلى علي بن عبد الله بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن محمد ابن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وكان شاعراً غزلاً (في عصر المتوكل) وعجيب أن يرجح ذلك أبو عبيد البكري - ومن لطيف شعر أبي الشيص قوله:
يا حبذا الزًّوْرُ الذي زارا ... كأنه مقتبسٌ نارا
مر بباب الدار فاجتازها ... يا ليته لو دخل الدارا
نفسي فداء لك من زائر ... ما حل حتى قيل قد سارا
ومنه قوله:
وقائلة وقد بصرت بدمع ... على الخدين منحدر سكوب