مجله الرساله (صفحة 57155)

الشعر المصري في مائة عام

للأستاذ محمد سيد كيلاني الساعاتي

من 1825 - 1880

- 8 -

هم محمود صفوت الساعاتي ابن مصطفى أغا الزيله لي ولد بالقاهرة في عام 1825 ونشأ بها إلى أن بلغ الاثنى عشر عاماً. ثم توجه إلى الإسكندرية مع أبيه. وفي العشرين من عمره بدا له أن يقوم بفريضة الحج فسافر إلى الحجاز. وهناك التحق بحاشية أمير مكة الشريف محمد بن عون فأكرم مثواه وأحسن ملتقاه حتى أنساه وطنه وصحبه فظل ملاماً له في مقامه ومرتحله. وسافر معه إلى غزواته المعروفة في نجد واليمن ووصف كثيراً من وقائعه في شعره.

ووقعت بينه وبين أدباء الحجاز منافسات تلتها مناظرات كما هو شأن الأدباء في كل عصر وفي كل موطن.

وفي عام 1850م عزل الشريف محمد بن عون من إمارة مكة فهاجر إلى مصر مصطحباً الساعاتي الذي سافر معه إلى الآستانة بعد ذلك بقليل. وهناك وقع نزاع أدبي بينه وبين الشيخ زين العابدين المكي.

وفي عام 1851م عاد إلى مدينة القاهرة فعين في إحدى الوظائف الحكومية. ثم ألحق بمعية سعيد باشا. ثم نقل إلى وظيفة كتابية بمجلس الأحكام المصرية. ثم عين بعد ذلك بديوان المالية، فعضواً بمجلس أحكام الجيزة والقليوبية. وتوفي سنة 1880م. وله ديوان مطبوع.

شعره

1 - في الحجاز:

نزل الساعاتي عند أمير مكة الشريف محمد بن عون وهو ممن يدعون الانتساب إلى الإمام علي. فأراد الشاعر أن يحظى لديه وينال عطفه. لو أنه سلك في مدائحه مسلك شعراء مصر في عصره من ابتداء القصائد بغزل طويل مما متكلف، واستخدام الصناعة اللفظية من جناس وطباق وغيرهما لما ظفر بشيء مما يرجو، ذلك لأن الأشراف لا يطربون لهذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015