ثم جاءت (النفس) بالإسكان في شتى معانيها. وأخال اسبقها الروح، وهل هي إلا أنفاس؟
وإذا كان (النفس) بالتحريك، ما تعلم، فهو بالشمومات الصق، والعنبر أو المسك أزكى محمولا عليه وأطيبه. وما أنت بمنكر بعدها حمل (النفس) محمولا، على العنبر أو المسك، محمولا عليه. كما لست بمغيب عليك أن يصف واصف المتصل الجرية بطول النفس والمنقطعة بانقطاعها.
قدم معاوية من الشام فدخل على أبيه أبي سفيان، فقال له يا بني، إن هؤلاء الرهط من المهاجرين سبقونا وتأخرنا عنهم. فرفعهم سبقهم وقصر بنا تأخرنا، فصرنا اتباعا وصاروا قادة. وقد قلدوك جسيما من أمرهم، فلا تخالفن أمرهم، فإنك تجري إلى أمد لم تبلغه، ولو قد بلغته لتنفست فيه - يريد الاستراحة بعد بلوغ الغاية.
وبعد، فأحذر حذرك، وفهم غير فاهم، من قول القائل،
أخا النفس نفسنا وللنفس نفسها ... ونفسك فاشحذها أو النفس فاسفك
إبراهيم الأبياري
إلى الأستاذ أنور المعداوي
جاء من عدد الرسالة رقم 855 في تعقيباتكم بأنكم تسلمتم رسالة من الأديب عبد الله نافع (عطبرة سودان) وفيها يرمي زميله السوداني سيد أحمد فنأوي بأنه يبعث إلى (الرسالة) بأقاصيص منسوبة إلى الإنجليزية حينا وإلى الفرنسية حينا أخر، مع أنه لا يجد هذه ولا تلك، فهذا حق؛ إذ أن تلك الأقاصيص التي تصلكم للنشر ليست من ترجمته ولا من أسلوبه. وأنا أزيح الستار عن الحقيقة فأذكر لكم أنني عثرت يوما على مجلة (قصص الشهر) الصادرة في سبتمبر سنة 1945 فرأيت فيها قصتين إحداهما للقصصي الإنجليزي فيرنيك مولتار وهي قصة (اكسير الحب) ويؤلمني أن أذكر أن هذه القصة نشرت بمجلة الرسالة بالعدد نمرة 760 بتاريخ 26 يناير سنة 1948. إمضاء الأديب الفاضل، والأخرى للكاتب الإنجليزي هانسفورد جونسون وهي قصة (الوحدة) وهذه بدورها نشرت بمجلة (الرسالة) عدد 766 الصادر بتاريخ 8 مارس سنة 1948.
والعجيب أن الأديب قناوي لم يكلف نفسه أي مشقة ولم يحدث أي تغيير في الفكرة أو في