تختلف اختلافاً بيّناً في الشكل والنوع عما وجُد من مخلفات عصري البريشيليان والشيليان. ثم وجه بحثه وراء إنسان البليوسين فبحث في شواطئ سفولك ونورفولك، حيث تكشف الأمواج المتلاطمة عن طبقات الربوات العالية البليوسينية. وقد ساعده الحظ في العثور على صخور نارية دلت على عمل الإنسان وقدرته على التشكيل والابتكار. لكنه لم يعثر ولم يعثر غيره على هيكل متحجر من هياكل ذلك الإنسان الذي صنعها وشكلها في تلك الأزمنة السحيقة المتناهية القدم وهي عصر البليوسين.
وقبل أن نتقدم بعيداً عن ذلك نقف لحظة هنا لنقدر عمراً لهذا العصر. قال العلماء إن سمك طبقات البليوستوسين يبلغ 4000 قدم، وأن سمك طبقات البليوسين 5000 قدم. فإذا علمنا أنه يلزم لتراكم طبقات البليوستوسين (4000 قدم) 200 ألف سنة فانه من الممكن أن نقول إن طبقات البليوسين (5000 قدم) تحتاج إلى 250 ألف سنة أي ربع مليون سنة. وهذا ما يمكن أن نقدره عمراً لعصر البليوسين. وقد كانت أقدم جهة وجد فيها ريد موير مخلفاته الصخرية تقع في خمسي المسافة، فإذا اعترفنا بذلك وجب أن نعترف أنه من مدة تبلغ نحو 1. 300 ألف سنة كان يسكن العالم عنصر بشري كان له من الذكاء والمقدرة ما كشف له عن طريق عمل واستخدام الآلات والأسلحة.
ولم تكن صخور ريد موير التي وجدها في شرق انجيليا أقدم آثار لعصر البليوسين، لأن هناك جهة تعرف باسم لوحظ أن بها مناطق لا تجري فيها مجار مائية في العصر الحالي وإنما تدل الدلائل على أنه كانت توجد بها أنهار سريعة الجريان. وذلك من البقايا الرسوبية التي وجدت. في هذا الجهة بدأ بنيامين هاريسون بحثه في عام 1864 فوجد أدوات صخرية نحتتها يد الإنسان، وقد سميت هذه الصخور باسم ويعترف ريد موير أن هذه الصخور أقدم مما وجده في شرق انجيليا. وقد وجد مدير دار الآثار الملكية البلجيكية في أمثلة أخرى كثيرة لمحاولة الإنسان الأول تشكيل الصخور واستعمالها أدوات وأسلحة.
ولم يقتصر البحث على مخلفات الطبقات الجيولوجية لمناطق بحر الشمال البليوسينية، بل تعدها إلى كل أنحاء العالم. ففي هبترلاند وفي السهول الشمالية لأواسط آسيا دار البحث والتنقيب عن إنسان البليوسين.
ولعل الدكتور هنري فيرفيلن أوزبورن كان يتوقع العثور في آسيا على الحلقة المفقودة