مجله الرساله (صفحة 55425)

لقد أعجبني كال الإعجاب تحليله في الإمالة ووصوله في ص47، 48 إلى أن الكلمات التي أصلها يائي تكون الإمالة فيها هي الأصل ويكون الفتح تطوراً والحجازيون قد قطعوا مرحلة في تطور لهجتهم. وإن الإمالة لأجل الحركة في مثل كتاب وهي التي كان سببها الكسرة للانسجام بين أصوات اللين يكون أصلها الفتح وتكون الإمالة تطوراً إلى مرحلة الانسجام. وكنت أنتظر أن يحكم بعد هذا بأن الحجازيين يميلون الألف لأجل الكسرة لأن النظرية التي قررها سليمة وهي نظرية السهولة والاقتصاد في الجهد العضلي تتجه إليها القبائل المتحضرة ولكنه لم يسعفه الدليل فقال ص69 (أما حين تكون الإمالة نتيجة انسجام بين أصوات اللين كما في إمالة نحو كتاب فتلك صفة اختصت بها القبائل البدوية وقد سبقت فيها القبائل المتحضرة) ولو رجع إلى الهمع مثلاً لوجد النظرية صحيحة إذ نص على أن الحجازيين يميلون الألف لأجل الكسرة. ولاستغنى عما قاله ص69 فناقض به نظريته الصحيحة.

إني أكتفي بهذا القدر وأعتقد مع ذلك أن كتاب اللهجات العربية قيم في أبحاثه جميل في عرض موضوعاتهوإني إذ أنقد كتاب أستاذي فإنما أعطي حق العلم أيضاً ولكل إنسان رأيه وبخاصة أنه كتاب نشر على الناس وأصبح من حق الجميع فأما كنت على حق فيعاد النظر فيما نقدته وإما كنت مخطئاً أم لم أفهم بعد فيردني المؤلف والقراء مع رجائي ألا يكون علم الأصوات الحديث هو كل شيء في الرد وبخاصة ما استنبط بمقارنة السنسكريتية باللاتينية واليونانية مع التعليل المعقول لما عارضت به.

عبد الستار أحمد فراج

محرر بالمجمع اللغوي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015