أبيار على شاطئ النيل بالقرب من الإسكندرية، ومات سنة 616. ومنهم ابن رواج تلميذ السلفي، وهو عالم ورع توفي سنة 648هـ.
ونبغ في الإسكندرية طائفة كبيرة من القراء، نذكر منهم الحسن بن خلف القيرواني المتوفى سنة514. واليسع بن عيسى الأندلسي الذي أخذ القراءات عن أبيه، وكان أبوه من جلة المقرئين، وأقرأ هو بالإسكندرية، ثم رحل إلى مصر فقربه صلاح الدين، ورتب له معلوماً وافراً. وكان يكرمه ويشفعه في مطالب الناس. وكان مقرئا محدثاً حافظاً نسابة مؤرخاً، له كتاب تاريخ في محاسن المغرب وتوفي سنة 575. ومنهم عبد الرحمن بن عبد المجيد الصفراوي الفقيه المالكي المقرئ المحدث المتوفى سنة 636، وقد انتهت إليه رياسة العلم في الثغر. وعبد الله بن محمد النكزاوي المقرئ النحوي المؤلف المتوفى سنة 683. والمكين الأسمر شيخ قراء الإسكندرية المتوفى سنة 692هـ.
ومن رجال التفسير بالإسكندرية يحيى بن محمد التجيبي، قال الذهبي: حج وجاور، وسمع بمكة وسكن الإسكندرية ووعظ، وصنف في التفسير والرقائق ومات سنة 652.
ومن رجال الحديث بها عبد الله عبد الرحمن العثماني، من ولد عثمان بن عفان، كان واسع الباع في علم الحديث، كثير الرواية، متصرفا في النظم والنثر، مات سنة 572. وأبو الطاهر إسماعيل بن مكي بن عوف، وهو شيخ المالكية بالثغر، تفقه على الطرطوشي، وصار إمام عصره في المذهب، وعليه مدار الفتوى من الورع والزهد، وله مصنفات منها كتاب التذكرة في أصول الدين، وهو الذي قصد إليه صلاح الدين وسمع منه موطأ مالك ومات سنة 581هـ. ومنهم الفقيه المالكي المحدث أبو العباس أحمد ابن عمر القرطبي، سمع الحديث من مشايخ المغرب وتلمسان وسبته، ورحل مع أبيه من الأندلس صغيراً، وسمع بمكة والمدينة والقس ومصر، واستقر به المقام في الإسكندرية، وكان معروفاً بالبلاغة والتقدم في علم الحديث، وله على صحيح مسلم شرح سماه المفهم في شرح صحيح مسلم، واختصر صحيحي البخاري ومسلم ومات سنة 656، ومنهم ابن العماد منصور بن سليم الذي رحل في طلب العلم إلى مصر وبغداد ودمشق وحلب وغيرها، وعني بالحديث وفنونه ورجاله، وبالفقه، وألف فيهما كما ألف تاريخاً للإسكندرية، وصنف معجم شيوخه. وممن روى عنه الشرف الدمياطي، ومات سنة 673. ولم يخلف في الثغر