نصير الدين الطوسي.
قال (سيديو) وساعد نصير الدين في أعماله مؤيد الدين المرضي وفخر الدين الخلاطي التفليسي ونجم الدين بن دبيران القزويني وفخر الدين المراغي الموصلي ومحي الدين المغربي وغيرهم. فانجز في (12) سنة من الأعمال ما يتطلب (30) سنة على حسب الحسابات الأولى وعلمنا أنه اقتبس الزيج الحاكمي لابن يونس مع إدخال تعديلات مفيدة قليلة إليه ففتح دور إقبال كبير على المرصد ولخص على شاه البخاري والندام (كذا في أحياء الكتب العربية - ولعل الصواب هو النظام) ونجم الدين ابن اللبود ي - الزيج الأبلخاني، وصحح هذا الزيج غياث الدين جمشبد بن مسعود الكاشي؛ فكانه معول جميع المدارس الفلكية حتى ظهور ابن الشاطر الذي عد في سنة 1360 شيئا مما ارتضاه أسلافه في النتائج.
يقول (سيديو) آذن أعاد مغول بلاد فارس إلى المدارسة العربية بعض رونقها وترى من ناحية أخرى أن (كوبلاي خان) أخا (هولاكو خان) عندما أتم فتح الصين نقل إلى مملكة أبن السماء وسائل علماء بغداد والقاهرة.
ونلقى (كوشى كيننغ) في سنة 1280 م أزياج ابن يونس من جمال الدين الفارسي فدرسها دراسة دقيقة وإن عرض (غونيبل) لآثار (كوشي كينغ) لم يكن ليكتشف القناع عن أصلها. وعلى ذكر سيديو ابتكار الطوسي إحداث ثقب في قبة المرصد تنفذ منه أشعة الشمس على وجه تعرف به درجات حركاتها اليومية ودقائقها وارتفاعها في مختلف الفصول وتعاقب الساعات الخ - بهذه المناسبة نذكر للقارئ الكريم ما نقله ابن كثير الدمشقي المتوفى سنة 774هـ في الجزء 13 من كتابه (البداية والنهاية) عن عظم قبة المرصد.
قال ص 267 (إن الخواجا نصير الدين هو الذي كان قد بنى المرصد بمراغة ورتب فيه الحكماء من الفلاسفة والمتكلمين والفقهاء والمحدثين والأطباء وغيرهم من أنواع الفضلاء وبنى فيه قبة عظيمة وجعل فيه كتابا كثيرة جدا).
وكان ابن العبري المتوفي سنة 1286م في مدينة مراغة من أعمال أذربيجان - قد انتقل اليها منذ برهة من الموصل، روى أخوه برصوما أنه لما فتشت التعديات في نواحي نينوى الح عليه في الانتقال إلى مراغة وكان هناكفي (مراغة) مكرماً من خاصة الناس وعامتهم