أساتذتهم فحسب - أساتذة القرن الثامن عشر.
ولو تتبعنا حقل النقد الأدبي الآن لأمكننا أن نقع على تغير واضح في طرقه وأساليبه وقواعده، وهذا التغير يظهر بارزا جليا منذ اليوم الذي تفتحت فيه عبقرية (كارليل) ودفعت بالنقد في طريق جديدة. كان النقد في الربع الأول من هذا القرن يتفق في أصوله وأساليبه مع نقد القرن الثامن عشر، وكان الناقد هو من يحسن وضع الخلاصات، ويجيد المديح والهجاء، حتى إذا جاء (كارليل) كان أول مبشر بطريقة النقد الحديثة الصحيحة، التي يهمها الشرح والتفسير والإيضاح الأصولي للمبادئ الجديدة.)
دور 1798 - 1832. وخطره.
ويقول المؤلفان الفاضلان:
مات (اسكوت، وكريب، وبنتام) عام 1832 وعاش من بعدهم (ورد ثورث) ثمانية عشر عاماً أيضاً، و (كوليردج ولامب) عامين، و (مور) عشرين، و (سواسي) أحد عشر، و (كامبيل) اثنى عشر، لقد أدى كل واحد من هؤلاء الأعلام رسالته قبل عام 1832، أما (كارليل) و (ماكولي)، و (تنسون) و (هود) و (بالوير) و (ليتون) والسيدة (براوننك) من مشاهير الكتاب فلم يكونوا قد نشروا حتى عام 1832 سوى خواطر صباهم. وفي عام 1798 كان عمر كيتس وشيلي وبيرون يتراوح بين الثالثة والعاشرة، ثم لم يأت عام 1832 حتى كان قد مضى على وفاة الثلاثة ثماني سنوات أو أكثر، وهكذا تظهر لنا أهمية الخمسة والثلاثين عاما التي بين 1798، 1832 من الناحية الفنية الشعرية.
وفي الحق أنه ما من عصر من عصور الأدب الإنجليزي حتى عصر الملكة الياصابات يستطيع مناظرة هذا الدور 1798 - 1832 في سمو التصوير وسرعة الانتاج، فقد بذ ببدائعه الفنية الرائعة عصر الملكة الزاهر.
إن في مجرد تعداد كتاب الطبقة الأولى والثانية شيئا من الغرابة والقوة والتأثير، يكفي أن نذكر من الشعراء (ورد ثورث) و (كوليردج) و (بيرون) و (شيلي) و (كيتس) و (لاندور) و (مور) و (ساوس)، ومن الكتاب (اسكوت) و (اوستن) و (هازت) و (ويلسن)، حتى نجعلك تؤمن بعظمة هذا الدور، ثم إليك نتاج عام واحد: في عام 1806 ظهرت رواية (ايما) لجان أوستن، و (تشايلد هارولد)، (وحصار كورنث) و (سجين تشيلون) لبيرون، و