مجله الرساله (صفحة 53938)

يحفظها من قبل بالضم لما كان بين الشيئين الحسيين؟

نسب أبي عمرو:

اشتهر بكنيته أبي عمرو واسمه الحقيقي زبان بن العلاء بن عمار أبن العريان بن عبد الله بن الحصين، وينتهي إلى مازن من تميم، كان من أشراف العرب ووجهائها مدحه الفرزدق بقوله:

ما زلت أفتح أبواباً وأغلقها ... حتى أتيت أبا عمرو بن عمار

وغضب مرة فهجاه ثم جاء إليه معتذرا فقال أبو عمرو:

هجوت زبان ثم جئت معتذراً ... من هجو زبان لم تهجو ولم تدع

ويكفي في مكانته من قبيلته أن أباه كان من الرجال الذين اتجهت إليهم أنظار الحجاج فطلبه للقضاء عليه.

نشأته وشيوخه

ولد بمكة في أواخر العقد السابع من القرن الأول الهجري، وبها وبالمدينة كان تلقيه لكتاب الله حيث كان يسارع إلى حفظه كل فتى من أهل الحرمين وغيرهما من الأمصار إذ ذاك. وكان علماؤها يتلقون روايات القرآن المختلفة عن رسول الله ويختارون منها ما وافق شروطهم في الاختيار؛ وكانت رواية هذا أو بعضه تعد - بجانب رواية الحديث - أعظم ما يهتم به المتعلمون وأكرم ما يسعى إليه الراغبون. ولكن أبا عمرو لم يدع أحدا من نابهي القراء وعرضها عليه. وأقدم من أخذ عنه من أهل مكة مجاهد بن جبر المتوفى سنة 103 هـ وعطاء أبن أبي رباح المتوفى سنة 114، وعكرمة بن خالد المخزومي المتوفى سنة 115، وعبد الله بن كثير أحد القراء السبعة المتوفى سنة 120، ومحمد بن محيصين أحد القراء الأربعة عشر المتوفى سنة 23، وحميد بن قيس الأعرج المتوفى سنة 130.

وأخذ من شيوخ المدينة عن يزيد بن رومان المتوفى سنة 120 وأبي جعفر يزيد بن القعقاع أحد القراء العشرة المتوفى سنة 130 وشيبة بن نصاح المتوفى سنة 130 وقد تلقى عن هؤلاء الثلاثة أيضا نافع أحد القراء السبعة. ورحل إلى البصرة والكوفة فأخذ من شيوخ البصرة عن نصرين عاصم ويحيى بن يعمر اللذين توفيا سنة90 القرآن والنحو؛ وأخذ عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015