أصحابها أو عواطفهم فأنهم مما لا شك فيه أن
الأجانب كانت عيونهم مفتوحة على كل حركة
يصدرها العاهل الكبير، وأنهم لم يدعوا ناحية من
النواحي البنائية الإنشائية في مصر محمد علي إلا
درسوها دراسة جدية؛ حتى أن أحد هؤلاء وهو السير
جون بورنج لم يترك في تقريره عن مصر صغيرة
تقريره.
جون بورنج لم يترك في تقريره عن مصر صغيرة
ولا كبيرة إلا أحصاها. فتحدث عن الزراعة
والصناعة والضرائب والإدارة والجيش والتجارة
والصحة العامة والقضاء والتعليم حديثاً مدعماً
بالإحصاء ومؤيداً بالملاحظة الدقيقة، ولما كانت
البيانات الرسمية غير مسعفة له فقد كان يتصيد
البيانات من مصادرها الأولى؛ كما فعل في إحصاءه
عن معامل السكر التي كان يملكها إبراهيم باشا؛ فقد
طلب البيان من ناظر المعامل وترجمه ليكون ضمن
تقريره.