مجله الرساله (صفحة 52488)

تراكيب جديدة فيها، ولو لم ترد (المعاجم) بها، ما دام لها مبرر (ذوقي) يحسه الأديب. مثال ذلك قوله (مازجا التصويف بالفلسفة بالهيئة بغير ذلك) (ص63 ومثله في ص 309) وقوله (غيورون) (ص355) والمعروف أن جمع غيور غير. وأنا أحمل تبعه هذا وما إليه مع أستاذي الكبير.

وقد وردت تعبيرات أخرى لا أدري رأي القراء فيها، فأستاذنا يستعمل (السلم) مذكرة (ص355) وما أعرفه - وليس بين معجم - أن السلم مؤنثة كما وردت في القرآن (وإن جنحوا للسلم فاجمح لها) فهل يجوز تذكيرها؟ ويقول (صورة للسيد جمال الدين أهداها الشيه محمد عبده. .) (أنظر الصورة أمام ص100) والذي أعرفه أن أهدي يتعدى لثاني مفعولية فإلى أو باللام، ويقول (فمن أراد الحق كاملا وإلا لا) (ص110) وأعرف القول (وإلا فلا) (أنظر أيضا ص44، 211).

وفي الكتاب مواضع موازنة بين شيئين أو أكثر لبيان وجوه الوفاق أو الخلاف، غير أن ما قيل في الموازنة لا (يوضح) هذه الوجوه توضيحا حاسما ولا شبه حاسم (أنظر الموازنة بين محمد عبد الوهاب ومدحت باشا وجمال الدين ص57، والموازنة بين ابن خلدون والكواكبي ص263).

أما بعد فنحن نتوجه إلى أستاذنا الكبير بالتقدير والتحية، شاكريه على ما أسدى إلينا نحن الشباب من فضل بهذا الكتاب القيم الممتاز من وجوه عدة، راجين الناشئة أن يقرءوه كي تتحقق الغاية التي ارتجاها أستاذنا لهم منه. وإنهم لأهل أن يستزيدوه من أمثاله، و (كل يعمل على شاكلته) و (كل ميسر لما خلق له) و (الله يقول الحق وهو يهدي السبيل).

(القاهرة)

محمد خليفة التونسي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015