مجله الرساله (صفحة 51724)

ولم يفعل ذلك في هذه العبارة التي يظهر أنها كانت عبارة كتاب آخر وأنهما نقلاها نقلا يكاديكون حرفياً من (ذكر بعض أهل العلم) إلى آخر هذه الفقرة. ولعلهما نقلا ذلك عن كتاب آخر يعود إلى سعد بن عبد الله الأشعري القميّ المتوفي سنة 299 أو 301 للهجرة، وهو عالم له مصنف في هذا الموضوع.

ومما يستحق الملاحظة كذلك أن النوبختي كان قد ذكر في آخر خبره عن السبأية أن عبد الله بن سبأ لما بلغه خبر مقتل الإمام عليّ وهو بالمدائن (قال للذي نعاه: كذبت لو جئتنا بدماغه في سبعين صرة وأقمت على قتله سبعين عدلا، لعلمنا أنه لم يمت، ولم يقتل، ولا يموت حتى يملك الأرض).

وهذه العبارة قريبة في المعنى من العبارة التي ذكرها الجاحظ في كتابه (البيان والتبيان) والتي نسبت إلى جرير بن قيس، ولعلهما أخذا من منبع واحد واستعمل كل واحد منهما العبارة التي اختارها لهذا المعنى.

وتجد في كتاب (الفرق بين الفرق) لعبد القاهر ابن طاهر البغدادي المتوفي سنة 429 للهجرة ذكراً (لعبد الله ابن سبأ) في معرض حديثه عن الفرق ومنهما فرقة (السبأية) اتباع عبد الله بن سبأ وقد سماهم (السبأية) وقد عرفت هذه التسمية بهذه الصورة في كتب أخرى. وقد نقل عنه (أبو المظفر عماد الدين شاهفور طاهر بن محمد الاسفرائيني المتوفي سنة 471 للهجرة. نقل عنه نقلا يكاد يكون بالحرف. لذلك يكرر ما ذكره البغدادي في هذا الباب. واختص عبد الرزاق بن رزق الله بن أبي بكر بن خلف الرسغي من رجال القرن السابع للهجرة كتاب البغدادي وأدخل ما ذكرة البغدادي في كتابه.

ويعد كتاب (الملل والنحل) للشهرستاني المتوفي سنة 548 من أهم المراجع التي تعرضت لبحث (عبد الله بن سبأ) وأتباعه (السبائية) وقد اعتمد عليه جماعة من العلماء منهم الإيجي المتوفي سنة 756 للهجرة وعلى الأخص المقريزي المتوفي سنة 845 للهجرة. الذي نقل عنه نقلا حرفياً؛ ثم المؤرخ الشهير ابن خلدون المتوفي سنة 808 للهجرة. والجرجاني المتوفي سنة 816 للهجرة صاحب (شرح المواقف).

ونضيف إلى هذه المراجع ما ذكره ابن حزم الظاهري المتوفي سنة 456 للهجرة في كتابه (الفصل في الملل والأهواء والنحل) وقد دعاهم (السبابية). وما كتبه أصحاب الكتب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015