مجله الرساله (صفحة 51717)

من الحكومة سن قانون لتخفيضه. أما أنا فسأترك لهم منزلهم وأعول نفسي وأتمم تعليمي.

وفي اليوم التالي لم تعد سعدية إلى منزل والديها.

المنظر الرابع:

بعد هذه الحوادث بشهر واحد وفي ضحى أحد الأيام كانت الشمس المشرقة الجميلة تشرق في أنحاء الديار المصرية على المناظر الآتية:

1 - الطالب على عبد الحميد يجلس مكتئباً في غرفته وقد أمسك بيده ورقة الفصل من الكلية لعدم تسديد المصروفات.

2 - الضابط عبد الحميد حمدي حزيناً في منزله وبجواره زوجته يقرآن خطاباً بخصم خمسة عشر يوماً من مرتبه لاشتراكه في إضراب ضباط البوليس.

3 - الفلاح محروس جاب الله يقف واجماً أمام جاموسته التي تباع بأبخس الأثمان لتسديد ما عليه من إيجار الفدانين للضابط عبد الحميد حمدي.

4 - زوجة محروس جاب الله تجلس في غرفة مظلمة حاملة بين يديها طفلها الذي يئن ويتلوى وهي تظن أن عليه عفريتاً وما به إلا الحمى الشوكية اللعينة.

5 - الآنسة سعدية عبد العظيم مبروك تجلس أمام طفل صغير لصديقة لها تعلمه وتنتهز فرصة اشتغاله بالكتابة فتخرج من حقيبتها صورة للطالب عبد الحميد وتنظر إليها بحب وإشفاق.

6 - حرم الحاج عبد العظيم في بيت متواضع مع باقي أطفالها تبكي وفي يدها ورقة طلاقها.

7 - الحاج عبد العظيم يتوجه إلى أحد المحامين الشرعيين ومعه إعلان من المحكمة الشرعية.

8 - حسين بك فخري في قصره الفاخر وقد أخرج من محفظته صورة جميلة للآنسة سعدية.

وكان كل من هؤلاء يتأوه قائلا: (يا حياتي).

فؤاد السيد خليل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015