مجله الرساله (صفحة 50956)

من شاهد عيان.

وحتى يكون القارئ على بينة من سر حنين المرحوم إسعاف بك لوطن أسرته الأول مصر نفصل له قليلاً من أخبار الأمير ناصر الدين في القدس وكيف استقرت فيها هذه الأسرة المصرية الكريمة منذ خمسة قرون إلى الآن. . . قال العليمي في حوادث 873هـ كثرت الفتن في القدس بين نائب السلطنة (حاكم القدس) دمرداش وناظر الحرمين الشريفين (القدس والخليل) برد بك التاجي واشتد الخلاف بينهما وكثر القيل والقال فأدى الحال إلى انفصال الأخير عن نظر الحرمين الشريفين وعين السلطان قايتباي الأمير ناصر الدين بن النشاشيبي أحد الخازندارية بالخدمة الشريفة (أحد رجال الديوان العالي كما هو متعارف اليوم) للكشف عن أوقاف الحرمين الشريفين بالقدس والخليل وتحرير أمرهما وإصلاح ما فسد من نظامهما فحضر إلى القدس وأصلح ما فسد من أيام برد برك التاجي وعصر المسجد الأقصى وصرف المعاليم (المرتبات) واستبشر الناس بالخير وعد ذلك من بركة الأمير ناصر الدين ثم توجه إلى مصر في آخر سنة 874هـ وفي سنة 875 استقر الأمير المذكور في نظر الحرمين الشريفين ودخل إلى القدس في يوم مشهود وشرع في عمارة الأوقاف بهمة وشهامة وحصل للأراضي المقدسة الجمال بوجوده وكان يكثر من مجالسة العلماء والفقهاء ويحسن إليهم بالبشر والقبول. وفي سنة 877هـ وفي هذه السنة خلع عليه السلطان قايتباي وعلى القاضي شهاب الدين بن عبيسه ووهبهما ألف دينار وحضر الاثنان إلى القدس وعليهما خلعة السلطان فكان يوماً مشهوداً. . .

وفي سنة 892هـ اشتد الغلاء بالقدس والخليل وساءت سيرة نائب السلطان خضر بك وكان يناصره قاضي المالكية شرف الدين بن يحيى المغربي فكثرت الشكاوى في حقهما فعزل الأمير ناصر الدين القاضي بناء على أمر جاءه من القاهرة فلما كانت سنة 893هـ توجه خضر بك نائب السلطنة والأمير ناصر الدين ناظر الحرمين الشريفين إلى القاهرة ومثل كلاهما بين يدي السلطان فعزز السلطان خضر بك وأمر بعزله والتمس الأمير ناصر من السلطان إعفاءه. . . من الخدمة فتوقف السلطان ولكن الأمير ناصر الدين ألح في طلب الاستعفاء فأعفاه السلطان من الخدمة كارهاً لنزاهته وعفته واستقامته.

قال شيخ العليمي ودخلت سنة 892 والوظيفتان شاغرتان النيابة والنظر قال ثم عين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015