بقلم نعيم علي راغب
دبلوم عال في الجغرافية
إذا كان هناك شك وتضارب في الآراء الجغرافية عن ماهية باطن الأرض وحالته التي هو عليها، سائلا كان آم صلبا، فانه ليس هناك أدني شك في ان هذا الباطن حار، تدل على حرارته مظاهر ثابتة منها:
1 - المناجم والحفر العميقة: من المعلوم أن هواءها اشد حرارة من هواء السطح الخارجي، وكلما زاد العمق ارتفعت درجة الحرارة تبعا لذلك. ففي منجم بالقرب من الذي عمقه 2445 قدما ترتفع درجة الحرارة إلى 94ف يقابلها في الخارج 50ف، كذلك شأن الحفر العميقة، فان الماء يخرج منها في درجة حرارة مرتفعة، وبالقرب من باريس بئر عمقها 1798 قدما يخرج الماء منها في درجة 81. 5 فهرنهايت.
2 - ينابيع الحارة: وتلك ظاهرة تكاد تكون: عامة في العالم اجمع، وعلى الأخص في المناطق البركانية، ومن أمثلة ذلك تلك الينابيع التي توجد في مدينة وكرلسباد، وشمال غربي اسبانيا، إذ يخرج الماء منها في درجات حرارة عالية 158 ف و167 ف و192 ف على التوالي حسب الترتيب السابق.
3 - النافورات: وهي عبارة عن ينابيع ساخنة توجد عادة في المناطق البركانية، وتمتاز من الينابيع السالفة في رقم 2 بارتفاع درجة حرارة الماء الخارج منها، إذ قد تبلغ 261ف كذلك بقوة اندفاعه منها إلى علو كبير قد يزيد على 200 قدم ويطلق عليها بعض الجغرافيين أحياناً اسم البراكين المائية.
ويحسن بنا في هذا المقام أن نعرف النافورات وأسباب ثورانها فنقول: - إنها عبارة عن عيون تتصل بباطن الأرض بواسطة قصبة على شكل أنبوبة يتراوح قطرها كثرة وقلة تبعا للنافورة نفسها (في النافورة الكبرى بجزيرة الجليد يبلغ قطر النافورة 8 أقدام ويحيط بها شبه حوض قطره يبلغ 56 قدما وارتفاعه 15 قدما).
ولتفسير أسباب النافورات يجب أن نذكر حقيقة جغرافية وطبيعية وهي أن الماء يغلي عند درجة 212 فهرنهايت أو 100 مئوي تحت ضغط يعادل الضغط الجوي، لذلك إذا زاد