فيروي أبو شامة في مخطوطة (النيل على الروضتين) لوحة 8، 9، ح1 (ثم دخلت سنة ثلاث وتسعين وفيها فتح الملك العادل يافا. . . . ومن عجيب ما بلغني أنه كان في قلعتها أربعون فارساً من الفرنج الغرب البحرية فلما تحققوا نقب القلعة وأخذها دخلوا كنيستها وأغلقوا عليهم بابها وتجالدوا بسيوفهم بعضهم لبعض إلى أن هلكوا جميعاً وكسر المسلمون الباب يرون أن الفرنج ممتنعين (صحتها ممتنعون) فألفوهم قتلى عن آخرهم فتعجبوا عن حالهم).
ويروي أبو شامة في موضع آخر (ح1 لوحة 55) (وفي سنة 601هـ تغلبت طائفة من الفرنج البحرية يعرفون بالبنادق على قسطنطينية وأخرجوا الروم منها). وفي موضع ثالث ح2 لوحة 167 يذكر أبو شامة (في سنة 624هـ قدم رسول الأنبرور ملك الفرنج البحرية على المعظم بعد اجتماعه بالكامل يطلب منه البلاد التي كان فتحها عمه صلاح الدين فأغلط له القول وقال قل لصاحبك ما أنا مثل العزيز ما له عندي إلا السيف).
ويروي ابن واصل في مخطوطة (مفرج الكروب) ح1 لوحة 150 (سنة 599هـ خرج من الاسبتار من حصن الأكراد والمرقب ومن وصل من الغرب وأغاروا على بلد بعرين وعدتهم خمسمائة فارس. . . . . فبلغ الملك المنصور (صاحب حماة) ذلك فخرج إليهم والتقاهم فكسرهم كسرة عظيمة وقتل منهم مقتلة كبيرة وكان من جملة القتلى. . . . . وقومص من البحرية وانهزم الباقون لا يلوون على أحد).
فلفظ بحرية إذن لم يكن جديداً على مصر حينما أنشأ الملك الصالح أيوب فرقته البحرية بل كان لفظاً عاماً أطلق على المسلمين والمسيحيين على السواء.
تبقى أمامنا المشكلة الأخيرة وهي لماذا سميت هذه الفرقة بالبحرية؟
للإجابة على هذا السؤال يجب أن نشير أولا إلى خطأ الفكرة الشائعة بأن لفظ بحرية يرجع إلى بحر النيل الذي كان يحيط بثكنات فرقة البحرية الصالحية بجزيرة الروضة، فهذه النسبة لم يذكرها المؤرخون المعاصرون بتاتاً أمثال ابن واصل وأبي شامة، هذا فضلا عن أن وجود هذا الاسم منذ العهد الفاطمي في مصر ينفي هذا الزعم نفياً باتاً.
وأغلب الظن أنهم سموا بحرية لأنهم جاءوا من وراء البحار فيروي الجنرال جوانفيل أحد قواد حملة الملك لويس التاسع على مصر (1249 - 1250م) في كتابه (تاريخ حياة سان