مجله الرساله (صفحة 47890)

في المستقبل في سبيل وجه حسن).

وفي صيف 1839 شاهد الغلام في موسكو مشهدا استقر في نفسه فلم يبرحها حتى ظهر أثره في أحد أوصافه فيما بعد في قصته الكبرى (الحرب والسلم) إذ وصف موكبا من مواكب الاسكندر الأول على لسان روستوف أحد شخصيات تلك القصة، أما المشهد الذي رآه الغلام وجعله مثاله فيما كتب من وصف فهو موكب نيقولا الأول يوم زار موسكو ليضع الحجر الأول في بناء كنيسة أقيمت لتخليد ذكرى تحرير روسيا من غزو نابليون.

ولم يطل بالغلام المقام في موسكو فقد أعيد مع أخيه الصغير إلى يا سنايا بوليانا ليكونا في رعاية العمة تاتينا، وبقي الأخوان الكبيران في موسكو ترعاهما الكونتس اوستن سيكن عمتهما على الحقيقة؛ وكانت الكونتس اوستن أو عمتهما ألين امرأة تقية صالحة لله في السر والعلن وتنفق مالها في سبيل الله فلا ترد فقيرا ولا تتكره لذي حاجة، وكانت بالخدم رحيمة عطوفا تكره أن توقظهن إذا آوين إلي مضاجعهن فتعمل عملهن فينا تريد لنفسها من حاجة؛ وكان أثرها عميقا في نفس الغلام فكان يشعر نحوها من الإجلال والإكبار بقدر ما كان يشعر نحو عمته تاتيانا من المحبة، ولئن علمته العمة تاتيانا كيف تكون بهجة النفس في الحب فقد أوحت إليه ألين كيف تسمو النفس وكيف تطيب بالدين

ولكن هذه العمة قضت نحبها في خريف عام 1841 فصارت الوصاية على الاخوة جميعا لعمة أخرى هي السيدة يوشكوف زوجة أحد ذوي الثراء من الملاك في قازان، وثم فقد نقل الصبية جميعا إلى قازان فأقاموا هناك حتى ربيع 1847؛ على أنهم كانوا يقضون إجازاتهم الصيفية في ضيعتهم المحبوبة بناحية ياسنايا بوليانا.

(يتبع)

الخفيف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015