الأسماك في الشواطئ الحضرمية
للأستاذ علي عبود العلوي
تمهيد:
لاشك أن وجود الأسماك بكثرة في الشواطئ الحضرمية هو الحافز الأعظم لبعض مفكري الحضارمة في السعي وراء تأسيس شركة تجارية بمهجر الحضارمة (جاوة) من غايتها استغلال الثروة الوطنية وتنميتها بإنشاء مصنع لحفظ الأسماك في العلب وتصديرها فيما بعد إلى الخارج.
ولا غرو أن يهتم بالسفر إلى ميناء حضرموت (المكلا) رئيس الشركة السيد علي بن شهاب لدرس ما يقتضيه المشروع ورفع تقرير لأعضاء الشركة. غير أن المشروع أخفق في مسعاه ولا أعرف بالضبط ما هي الأسباب الموجبة لذلك.
وتاريخ هذه الخطوة التفكيرية الأولى يرجع إلى أثناء الحرب الماضية حرب (1914م) على ما أذكر.
ولئن أخفق هذا المشروع فإنه لم يقضِ على الفكرة أصلاً. وغاية ما في الأمر أنها تنبعث مرة وتخفت أخرى. حتى دبَّ إلى النفوس خير انعقاد مؤتمر الإصلاح الحضرمي المنعقد بسنغافورة في سنة 1346 - 1927 فانبعثت الفكرة مرة أخرى، ولكن في صورة واسعة النطاق. إذ وافق المؤتمر على تأسيس شركة تجارية حضرمية برأس مال كبير من غايتها استغلال الثروة الوطنية، ورشح لهذا القرار لجنة تتألف من أغنياء الحضارمة وسراتهم برئاسة المثري الشهير السيد عبد الرحمن بن شيخ الكاف. غير أن مقررات المؤتمر قضى عليها بجرة قلم ولم تكن هي من نصيب بحثناً لنوليها مزيداً من البحث والتعليل والتدليل.
ودليل آخر أضيفه إلى ما سبق أن أشرت إليه فقد حدثت بعد
عودتي إلى الوطن من الكنانة في 1181942 من رحلتي التي
استنفذت من العمر زهاء خمس عشرة سنة أن عظمة السلطان