مراكش والوحدة العربية
ثلاثة اتجاهات تسيطر الآن على الحالة السياسية في مراكش
1 - المراكشيون تحت زعامة حزب الاستقلال يريدون الاستقلال التام وضم بلادهم إلى دول الجامعة العربية.
2 - الفرنسيون الرسميون، والرأسماليون المستحوذون على الأرض والمالية، يريدون إبقاء ما كان على ما كان، وإكراه المراكشيين على الرضوخ لإرادتهم بالطغيان والتحدي.
3 - طائفة من اليساريين الفرنسيين ومن بينهم من له مسؤولية في حكومة باريز الحالية يريدون إلغاء عقد الحماية المبرم بين الحكومة المغربية وحكومة فرنسا سنة1912، وإبداله بعقد آخر تدخل به مراكش في حضيرة العائلة الفرنسية، على شكل يشير من قرب أو من بعد إلى شكل جمهوريات القوقاز التابعة للاتحاد السوفياتي.
هذه هي الاتجاهات العامة في هذا القطر العربي الذي عاش ثلاثة عشر قرنا مستقلا مرهوب الجانب حتى طوقته الدسائس الأجنبية فأرغم على الخضوع لإملاء 30 مارس سنة 1912 أي معاهدة الحماية.
وقد كان هذا الإملاء كما يذكر القراء نتيجة حتمية لاتفاق 1904 الذي تنازلت فيه بريطانيا العظمى عن مراكش لفرنسا في مقابل تنازل فرنسا لبريطانيا عن مصر.
وكان الاحتلال الأجنبي سبب محنة عظمى للشعب المراكشي الذي ظل يدافع عن استقلاله بالسلاح ويعلن الثورة تلو الثورة، سواء ضد الفرنسيين أو ضد الأسبان، منذ إملاء 30 مارس سنة 1912 إلى أواخر سنة 1934 أي طيلة اثنين وعشرين سنة كاملة لم يمر منها يوم واحد (أقول يوم واحد) لم تكن فيه الحرب معلنة في ناحية ما من نواحي الإقليم المراكشي بجميع أهوالها وويلاتها المعروفة.
وقد ابتدئت مقاومة الفرنسيين الساسة في شكل أحزاب عصرية منظمة منذ سنة 1930، فكان الفرنسيون يقابلون بالتشريد والرصاص والسجن كل طموح سياسي يظهره المراكشيون لتحسين حالتهم.
وفي 11 يناير سنة 1944 طرأ تغيير جوهري على موقف المراكشيين السياسي من فرنسا