مجله الرساله (صفحة 45799)

لما بدأ الاستعمار الغربي للشرق في القرن السابع عشر، شرعت حكومات إسبانيا والبرتغال وهولندا وإنكلترا في الفتح الاقتصادي للشرق الأقصى، فإنشاء شركات تجارية تنقل المحصولات الزراعية الإندونيسية. من الشرق إلى الغرب، عن طريق الشرق الأوسط ورأس الرجاء الصالح. وكانت التوابل الإندونيسية أهم الصادرات من الشرق الأقصى لأوروبا. ولما تمكنت الشركات الأوروبية من السيطرة على الحياة الاقتصادية للشرق الأقصى، اندفعت حكوماتها إلى ميدان السياسة الاستعمارية وفرضت سيادتها على البلدان الإندونيسية، بعد قتال ومعارك عنيفة؛ ففي هذا الظرف كانت في إندونيسيا حكومة إسلامية مركزها مدينة ديمك بجزيرة جاوة، وحكومات أخرى في سومطرة وبورنيو وملايا والجزر الأخرى.

فالدولة الأسبانية استعمرت الفلبين التي تبلغ مساحتها 114000ميل مربع، والدولة الفرنسية استعمرت (أنام) التي تبلغ مساحتها 281000 ميل مربع، وإنكلترا استعمرت (بورما وملايا) اللتين تبلغ مساحتهما 262000 ميل مربع لبورما، 36000 ميل مربع لملايا. وجاوة وسومطرة وبورنيو استعمرتها هولندا، وتبلغ مساحتها 731000 ميل مربع. أما تايلاند فقد حافظت على استقلالها.

وتطلق كلمة (إندونيسيا) في العصر الحديث على المستعمرة الهولندية سابقا التي أشهرها الجزائر الآتية:

جاوة، سومطرة، بورنيو، سلبيس، غينيا الجديدة، جزائر الملوك، بالي، مادورا، بنكا، بليتون، سمباوة، تيمور، فلوريس، وتبلغ مساحتها 731 ألف ميل مربع، وعدد سكانها 75 مليون نسمة.

ففي هذه الجزائر ظهرت الجمهورية الحديثة، التي هي أول حكومة جمهورية في الشرق الأقصى. وسنتابع الآن البحث عن التطورات السياسية التي حدثت في إندونيسيا منذ فجر القرن العشرين حتى عام 1935، ليقف القارئ العربي على أهم الحركات الاستقلالية التي قام بها الشعب الأندونيسي، خلال خمسة وأربعين عاما.

لقد تأثر الشعب الإندونيسي بنتائج الحرب اليابانية الروسية في عام 1904، وزاد تأثره قوة الدعايات اليابانية الشهيرة، بدعوة الشرق إلى ضم صفوفه للقضاء على الاستعمار الغربي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015