مجله الرساله (صفحة 44937)

وكان بيير كوري وزوجه ماري يعملان في معمل بكرل. وكان كلاهما مغرما بالأبحاث فلما أعلن بكرل كشفه في عام 1896 استأذنته مدام كوري في مواصلة البحث وكان هدفها أن تعرف أن كانت هناك أملاح أخرى غير ملح اليورانيوم ترسل هذا الإشعاع الغريب فوجدت ملحا واحدا أخر هو ملح الثوريوم يرسل مثل هذا الإشعاع.

ولكنها اكتشفت أيضا أن خام اليورانيوم يرسل إشعاعا قوي أربع مرات من إشعاع ملحة الملح النقي. وكان معنى هذا أن خام اليورانيوم يحتوي على مادة غنية بإشعاعاتها العجيبة. وعزم بيير كوري على أن يتخلى عن إكمال بحثه ويعثر هو وزوجه على تلك المادة الفذة.

الراديوم

وتبرعت لهما الحكومة النمساوية بطن من اليورانيوم الخام. فأخذا يحللانه بكل حذر، ويستخلصان مواده مادة بعد أخرى. فكانت نتائج عملهما العثور على مادة تعطي (أشعة بكرل) وقد أطلقت عليها مدام كوري اسم (بولونيوم) تكريما لبلادها بولونيا. ولكنه لم يكن غنيا بالأشعة ليحقق أحلام البحث فواصلاه حتى كانت سنة 1898 فاستخلصا آل كوري من الطعن اقل من قمحة من مادة تشع مليونين ونصف مليون ضعف إشعاع مادة اليوارنيوم وسمياها (الراديوم).

4 - في عام 1898 عرف آل كوري الراديوم كما عرفا الدرجات

وكانت ذات خواص أخاذة فتشع الحرارة. وتكهرب الجو حولها وتجعل كثيرا من المواد مضيئة إن قربت منها. كما كانت تقتل أنواع الميكروبات والأحياء الدقيقة. وأصيب العالم والعلماء بهزة عنيفة، ففي سنوات ثلاث فوجئ العالم بأكبر اكتشافات عرفها التاريخ، وأولها أشعة اكس عام 1895 ثم أشعة بكرل عام 1896. ثم الراديوم عام 1898.

ولكن الأيام لم تترك آل كوري ينعمون بنتائج بحثهم ففي أبريل عام 1903 دهمت سيارة بيير كوري وقتلته. وأسدلت الستار على حياة عالم وضع أساسا جديدا لأبحاث العلم الحديث. ففي جميع أطراف العالم وعلى أثر اكتشاف الراديوم بدأ العلماء يبحثون عن سبب الأشعة المجهولة، والنشاط الإشعاعي. وان يحصلوا على تفسير معقول للمواد الطبيعية ومنها هاتان الظاهرتان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015