مجله الرساله (صفحة 43279)

فيها الدواجن والحيوانات الصغيرة لا يشاركهم فيها أحد؛ وبذلك تحافظ كل عائلة على استقلالها في معيشتها. أما ما يتبقى من أرض المزرعة وحيواناتها فتستغل على المشاع فيعطى كل فرد حقه من الإنتاج حسب مقدار عمله. وفي هذا النوع الأخير من المزارع التجمعية تظهر فردية المزارع وشخصيته ومقدرته على أوضحها. ويسمي السوفييت هذا النوع من المزارع التجمعية باسم (كلهوز) ومعناه بالروسية منشأة أو مزرعة اقتصادية تجمعية، ويدل هذا التعريف على أن المزارع التجمعية ملك للدولة ولكن لأعضائها حق الانتفاع الدائم بها في حدود قيامهم بالالتزامات التي يحتمها عليهم الدستور والقانون.

وقد بدأ عهد المزارع التجمعية في سنة 1929 ولم يمض عليه ثلاث سنوات إلا وأصبح 61 5 % من الأراضي الروسية مزارع تجمعية وفي سنة 1938 ارتفعت هذه النسبة إلى 3 99 % إذ بلغ عدد المزارع التجمعية في جمهوريات الاتحاد السوفيتي 000 242 مزرعة. وقد أصبحت بلاد السوفييت في بدء هذه الحرب أكثر بلاد العالم مساحة في الأراضي الزراعية وأعظمها تقدما في وسائل الزراعة الآلية الحديثة وذلك بفضل نظام الزراعة التجمعية. كما ازدادت بفضله مساحة ما يخص العائلة من أرض الزراعة من نحو 17 فدانا في المتوسط في العهد القيصري (مع مراعاة أن نحو 50 % من فلاحي ذلك العهد لم يخص العائلة الواحدة منهم أكثر من 2 , 5 إلى 5 فدادين) إلى متوسط 48 فدانا في عهد المزارع التجمعية وإلى نحو 120 فدانا في بعض المناطق مثل سيبريا العربية.

وتختلف مساحة مزرعة الكلهوز كثيرا من منطقة لأخرى، فتبلغ مساحة الأرض المزروعة فيها أقل من 600 فدان في المناطق الشمالية وفي روسيا البيضاء والقوقاز وآسيا الوسطى الإسلامية. وتزيد عن 1300 فدان في أوكرانيا وتبلغ نحو ستة آلاف فدان أو أكثر في حوض الفولجا. وعلى العموم تبلغ مساحتها في المتوسط نحو 1600 فدان. ومتوسط عدد بيوتها أي عائلتها 95 بيتا ولكنها تكون أقل من خمسين بيتا في الشرق الأقصى والمناطق الشمالية النائية و133 في أوكرانيا و152 في شمال القوقاز

وقد زادت مساحة الأراضي المزروعة في بلاد الاتحاد السوفيتي بفضل هذا النظام بمقدار 11 مليون فدان في سنة 1940 عما كانت عليه في العهد القيصري في سنة 1913 وهذه الزيادة تشمل نحو 40 مليون فدان من الغلال ونحو 18 مليون فدان محصولات صناعية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015