يترك من منتجات بيئته شيئا إلا استغله لمصلحته
حالة الفلاح في عهد السوفييت
فلما نشر السوفييت حكمهم في هذه الإمبراطورية الواسعة الأرجاء، حرروا الفلاح من عبوديته، وعاملوا كافة الشعوب والجنسيات التي كانت تحت حكم القياصرة على قدم المساواة، فجعلوا الإمبراطورية الروسية القديمة التي تضم 180 جنسية في إحدى عشرة جمهورية وطنية و22 جمهورية مستقلة لكل منها دستورها الخاص مع تمتعها بكامل استقلالها وحريتها ومساواتها مع كافة جمهوريات الاتحاد السوفيتي الأخرى، ولكل من هذه الجمهوريات مطلق الحرية في الانفصال عن الاتحاد السوفييتي متى شاءت. فالاتحاد السوفيتي إذن عبارة عن مجموعة من الأمم المستقلة المرتبطة برباط الثقافة والمصلحة الاقتصادية، وهذه الجمهوريات هي جمهوريات الاتحاد الروسي في أوربا ثم أكرانيا وبيلوروسيا وكاريليا الفلندية ومولدافيا ولتوانيا ولاتفيا والجمهوريات الاستونية واذربيجان وجورجستان واريفان أي أرمينيا وترمكنيان والأزبك والتادجيك والقازاق والكرغز، وذلك عدا المقاطعات المستقلة داخل هذه الجمهوريات التي تمثل نحو أربعين جنسية تتمتع كل منها بكامل حقوقها في إدارة نفسها بنفسها
استصلاح الأراضي والتوسع في الزراعة
مساحة الأراضي المزروعة
كانت مساحة الأراضي المزروعة في الروسيا القيصرية (في سنة 1913) 252 مليون فدان. فلما تولى السوفييت الحكم رأوا أن السكان في الروسيا يزيدون سنة عن سنة حتى أن تعدادهم بلغ في يونيو (سنة 1941) 190 مليون نسمة فعملوا على استعمار الموات من الأراضي باستصلاحها ونشر الزراعة شمالا وشرقا في مساحات هائلة لم تمسها يد المزارع من قبل فبلغت مساحة الأراضي الزراعية بجهودهم (في سنة 1929) 783 مليون فدان وبلغت 317 مليون فدان في سنة 1935 أي بزيادة قدرها نحو 65 مليون فدان. وقد استصلح السوفييت في ثلاث سنوات من سنة 1933 إلى سنة 1935 خمسة ملايين فدان كانت من قبل مستنقعات، وأربعة ملايين فدان أخرى في سنة 1936. وقد استمروا في