مجله الرساله (صفحة 40643)

حول بعث القديم

للأستاذ محمد خليفة التونسي

قرأت مقال الدكتور محمد مندور الذي نشرته الرسالة في عددها (572) في (بعث القديم) وقد عنت لي عليه الملاحظات

الآتية:

أولاً: ذهب الدكتور إلي أننا لم نستخدم الطباعة إلا في سنة 1822، ولا أدري إلي أي مطبعة يشير الدكتور، ولكني أرجح أنه يشير إلى المطبعة التي أسسها محمد علي باشا، ولو رجعنا إلى كتب التاريخ حتى ما كان في أيدي صبية المدارس الابتدائية فضلاً عن كتب تاريخ الأدب العربي في العصر الحديث لوجدناها تذكر أن هذه المطبعة أسست سنة 1821 وإن اختلف في اسمها فهي تدعى المطبعة الأهلية أو المصرية أو مطبعة الباشا أو بولاق والاسم الأخير أشهرها

ثانياً: ذهب في الكلام عن الجمعيات التي تألفت لنشر الكتب - إلى أن جمعية المعارف أسسها محمد عارف باشا وأنها لا ترجع إلى أبعد من سنة 1860، وجمعية المعارف إنما أسسها إبراهيم بك المويلحي سنة 1867. قال الدكتور تشارلز آدمس في ترجمته: (وأسس حوالي سنة 1867 جمعية سماها (جمعية المعارف) لتعمل على نشر الكتب العربية القديمة. وأنشأ أيضاً مطبعة سماها باسم الجمعية لنشر مثل تلك الكتب)

وذكر الأستاذ الزيات سبب إنشائها فقال في ترجمته بعد أن ذكر إفلاسه في التجارة، وفشله فيما ولاه الخديوي إسماعيل من مناصب: (وجاءت وزارة شريف تريد أن تضع الدستور الأول فكان المويلحي ممن اختيروا لوضع (اللائحة الوطنية) ولكن آماله كانت تسفر دائماً عن الفشل، فابتغى الوسيلة إلى الرزق في الكتابة والنشر، فأنشأ (جمعية المعارف) لطبع الكتب القيمة وإذاعتها في مطبعة اشتراها لنفسه) وإسماعيل لم يل مصر إلا في سنة 1836 والمويلحي لم يؤسس الجمعية والمطبعة إلا بعد وضع اللائحة الوطنية، ومجلس شورى النواب الذي وضعت لائحته الوطنية في وزارة شريف لم يفتح إلا في 19 نوفمبر سنة 1866 وهذا مما يرجح أن إنشاء الجمعية كما قال الدكتور تشارلز آدمس كان سنة 1867. وقد ذكر المفصل أن تأسيس المطبعة كان سنة 1285هـ وهي توافق سنة 1867

طور بواسطة نورين ميديا © 2015