مجله الرساله (صفحة 4059)

الراحة العذبة بجانب صديقته التي شهد لها بوالو بالتفوق في الأدب والنبوغ في الكتابة

وكان يجتمع في بيته الكتاب والشعراء. فكورني قرأ في صالونه قصة (بولشيري)، وراسين قصة (اسكندر)، وبوالو كتابه (الفن الشعري)، وموليير (النساء العالمات) هذه الكوميديا المشهورة التي قيل في ذلك الحين إنها سخرية من مدام دي سفنييه ومدام دي لافاييت.

وشغل أعوامه الأخيرة في تنقيح كتابه الصغير (مواعظ). فالطبعة الأولى في عام 1665 وبها 307 مواعظ، والطبعة الثانية في 1666 وبها 302 موعظة، والثالثة في عام 1671 وبها 341 موعظة، والرابعة 1675 وبها 413 موعظة، والخامسة في عام 1678 وبها 504 مواعظ، وفي هذه السنة الأخيرة نشرت حكم المركيزة دي سابليه وكتاب جاك إسبريه (شوائب الفضائل الإنسانية)

وماتت زوجه في عام 1670 فعاشت معه مدام دي لافاييت لا تفارقه إلا لماما، وبفضلها خفت لهجة المواعظ القاسية في طبعتي عام 1671 وعام 1678. ويصح أن نطبق عليها جملة الشاعر الألماني الأكبر (جوت) التي قالها عن (مدام دي ستيل) إنها تحيل المرارة إلى عذوبة). ساعدته على تنقيح مواعظه، وساعدها على كتابة قصصها وعلى الأخص قصتها المشهورة التي خلدت ذكرها وهي (الأميرة دي كليف). وقد اعترفت بذلك وقالت (استفدت من عقله، ولكني أصلحت قلبه). أصلحت قلبه لأنها أخلصت له الحب وهيأت له أسباب السعادة

وفي شهر يونيو عام 1672 جرح ابنه الأكبر في موقعة الرين جرحاً بليغاً وقتل فيها ولده الرابع والكونت دي سان بول ابنه غير الشرعي من الدوقة دي لونجفيل، فانتابه حزن أليم. وذكرت مدام دي سفنييه هذه الحادثة لابنتها في إحدى رسائلها (كنا عند مدام دي لافاييت لما بلغه ما أصاب أولاده، فسالت دموعه من أعماق قلبه على خديه. . . رأيت قلبه عاريا في هذا الظرف القاسي فعرفت فيه قلب رجل شجاع ثابت الجنان راجح العقل وافر الحنان)

ولما ماتت أمه في عام 1678، وكان يحبها حباً شديداً، كتبت مدام دي سفنييه إلى ابنتها تقول: (رأيته يبكي في حنان جعلني أعبده)

وبكاؤه أولاده وأمه شيء عادي لا يستحق الذكر. وإنما ذكرته مدام دي سفنييه لأن الناس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015