مجله الرساله (صفحة 3990)

عاش شاتوبريان في شمال فرنسا، ولكنه عرف بكثرة الرحلات واتساع نطاقها، كما عرفت أسرته كلها بولعها بالرحلات والمغامرات، وقام شاتوبريان نفسه بعدة رحلات، فقد سافر إلى امريكا، وكانت تلك الرحلة من أهم ما انتفع به في كتابه الذي رفع ذكره وهو أثالا. كذلك عاش زمناً في لندره، حيث كتب الكثير من مؤلفاته، ورحلاته هذه لم تمل عليه أدباً فحسب، وإنما وصفها في كتب عدة غير مشهورة.

ولكن هناك رحلة خاصة هي التي أوحت إليه بتلك القصة التي نحن بصدد الكلام عنها، فقد تواعد وإحدى صديقاته على زيارة الحمراء وما حولها في غرناطة. وفعلا تقابلا هناك وزارا معاً الحمراء وما جاورها. وكان من أثر هذه الزيارة ان كتب القصة في نفس تلك الأمكنة التي يصفها. في الحمراء وما جاورها.

هذا ما أوحى إليه بالقصة. وأما مادة القصة فقد استقاها من كتاب أشرنا إليه آنفاً وهو (تاريخ عصابات الزغري وبني سراج والحروب الأهلية لغرناطة) ألف هذا الكتاب حوالي سنة 1595 ولكنه ترجم إلى الفرنسية وطبع في باريس ثلاث طبعات، الأولى سنة 1606، والثانية سنة 1698، والثالثة سنة 1809، وإذا عرفنا أن شاتوبريان مات سنة 1848 عرفنا انه كان يمكنه الاطلاع على كل هذه الطبعات الثلاث للترجمة الفرنسية فوق إن إحداها طبعت في شبابه، فلا غرو أن لفتت نظره. وهذا الكتاب الذي ألفه مستقى من ومن قصص العامة مسيحية وإسلامية حتى أن بعضها منقول نقلا. أضف إلى كل هذا أن أوبرا في بني سرا مثلت سنة 1813 فكانت حافزا للمؤلف ولا شك على تأليف قصته

ملخص: القصة

أما القصة نفسها فتتلخص في ان ابن حامد هاجر من قرطاجنة إلى غرناطة شوقاً إلى رؤية آثار أجداده وآخذاً للثأر ممن فتكوا بهم. وأثناء زيارته لتلك الآثار التي كانت تثير أشجانه، لمح أسبانية فتعرفها ثم احبها وأحبته. وزارا معاً قصر الحمراء، ولكن كل واحد منهما أصر على دينه، وأصر على ألا يتزوج صاحبه إلا إذا بقى على دينه. وكان ابن حامد يعرف أن صاحبته من أسرة أسبانية عريقة، ولكن لا يعرف عن هذه الأسرة شيئاً. وكانت إدماء تعرف أن صاحبها من أشراف العرب الذين هاجروا إلى المغرب، ولكنها لم تعرف لأسرته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015