مجله الرساله (صفحة 39801)

سجاد الأناضول

للدكتور محمد مصطفى

(بمناسبة معرض السجاد الذي يقام الآن في دار الآثار

العربية)

- 1 -

تقدمة:

للأناضول اتصال وثيق بتطور الحضارات القديمة. وقد كان ينقسم إلى عدة دويلات أهمها مملكة فريجيا التي سيطرت على الأناضول من سنة 2000 إلى سنة 800 قبل الميلاد، وتلاها مملكة ليديا، إلى أن فتحه الاسكندر الأكبر في سنة 350ق م فصار جزءاً من الدولة المقدونية. وبعد وفاة الاسكندر انقسم الأناضول ثانية إلى دويلات دامت حتى سنة 133 ق م لما استولى عليه الرومان وجعلوه مقاطعة تابعة لهم. وفي سنة 395 ميلادية عند تجزئة الدولة الرومانية الشرقية أو البيزنطية. وجاء السلاجقة من بلاد التركستان الصينية، وامتد ملكهم إلى إيران، ثم العراق، ثم الأناضول، وهنا مكثوا من سنة 1037 - 1300م. وكانت عاصمة دولتهم مدينة قونية. وخلف الأتراك العثمانيون السلاجقة في الأناضول، وكانت عاصمتهم في أول الأمر مدينة بورصا حيث بنى سلاطينهم قصراً عظيماً كان أحد أبوابه يسمى (الباب العالي) وانتقلوا من بورصا إلى أدرنة، فمكثوا بها إلى أن فتح السلطان محمد الفاتح مدينة القسطنطينية في سنة 1453م فصارت عاصمة الدولة العثمانية

وبعد تحطيم الدولة البيزنطية وفتح القسطنطينية صارت تركيا من أقوى الدول الشرقية، فاستطاع السلطان سليم الأول أن يفتح مصر سنة 1517م، وغزا ابنه السلطان سليمان القانوني بلاد إيران واستولى على تبريز وبغداد. وأخذ العثمانيون معهم من مصر وإيران الصناع والفنانين، فعاونوا على نهضة الفنون وازدهارها في تركيا

ولما أمن العثمانيون جانب البلاد الشرقية اتجهوا نحو أوربا وامتدت فتوحاتهم بها حتى وصلوا إلى فينا. وكانت تركيا أقرب دول الشرق إلى أوربا، فحملت إليها لواء الفن الإسلامي، وكان لها أثر كبير في عصر النهضة الفنية بإيطاليا، حتى إننا نجد أن قطع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015