قصيدة طويلة قالها يصف رحلته إلى القسطنطينية موفداً من قبل الخليفة عبد الرحمن ابن الحكم بن هشام سنة 225 هـ إلى قيصر إمبراطور الروم في مهمة سياسية، والقصيدة لطيفة البحر والتصوير، ومنها:
قال لي يحيى وصرنا ... بين موج كالجبال
وتولتنا رياح ... من دبور وشمال
شقت القلمين وانبت ... َّت عرى تلك الحبال
وتمطَّي ملك المو ... ت إلينا عن حيال
فرأينا الموت رأي ال ... عين حالاً بعد حال
ولن يذكر نفح (الطيب) من القصيدة إلا أحد عشر بيتاً اخترنا منها هذه الخمسة. وهي في الجزء الأول ص 444
وللدكتور جورج صوايا من شعراء المهجر في أمريكا الجنوبية قصيدة في البحر المتوسط تجدها في الصفحة التاسعة وما بعدها من ديوانه (همس الشاعر) المطبوع في (بونس أيرس) ألا إنها ضعيفة الصياغة، على الرغم من حفولها ببعض المعاني التي توحيها وقفة أمام هذا البحر الذي شهد ازدهار حضارات ومصارع دولات
وأحجم شاعر أو - ناظم - عن ركوب البحر خشية أن يذوب فيه، لأنه من طين. . .! ولكن شوقي وحافظ ركبا البحر ووصفاه. ولحافظ رائيته التي مطلعها:
عاصف يرتمي وبحر يغير ... أنا بالله منهما مستجير
ألا إن ذلك قليل على الشعر العربي، وأين ذلك من قصيدة (وردسورث) التي عنوانها (على شاطئ البحر)؟
أما الرياض والأشجار والأزهار، فلم يترك شعراء العرب نوعاً مبها إلا وصفوه، فابن خفاجة له في شجر النارنج والأراك والريحان شعر كثير. والسري الرفاء له شعر كثير جداً في وصف الرياض والبساتين والنرجس وشجر الليمون وزهر السوسن والورد وشقائق النعمان والأترج والنخيل ورياض الموصل ومتنزهات الشام
وتلك ناحية في الشعر العربي تذكرنا بشعر (هربك) في النوار والبراعم، وبقصيدته الفاتنة في زهرة (الدافودلس) التي يفتتحها ويختتمها بهذين البيتين: