مجله الرساله (صفحة 39110)

البريد الأدبي

تعقيب

قرأت ما كتبه الأستاذ مرزوق في العدد 538 ولمست استياءه مما كتبته في العدد 537 وأرجو أن يزول استياؤه بهذا الإيضاح

فأنا لم أقصد إلا الإبانة عن رأي خاص في هذا الموضوع الذي تناوله بالبحث الأستاذ مرزوق وكثيرون من علماء التفسير، والذي أتعبني اختلاف الآراء وتباين الأقوال فيه وهذا أثر اليهود في اختلاق الأحاديث. فكان الواجب أن أنزه الإسلام عن تحريم التصوير لما للفن الجميل من رسالة سامية لا تعارض الدين الإسلامي

أما مقال الأستاذ مرزوق فكان مشتملاً على تبرير رواج الزخارف دون غيرها من إبداع الصور، حتى قال الأستاذ ما نص. . . (وليس من اللائق وهذه العقيدة منقوشة في أذهان المسلمين جميعاً أن يخلد رجال الفن منهم بأعمالهم الفنية ما كتب الله عليه الفناء. لذلك نجدهم لم يعنوا بتصوير الشخصيات العظيمة في لوحات كبيرة أو تماثيل ضخمة تبقى على الدهر، أو تمثيل جمال الطبيعة بالنقل عنها نقلاً صحيحاً). قد يقال أين ما يدل على أن كاتب المقال يعتقد التحريم حتى أحكم عليه هذا الحكم السريع الخاطئ. . .؟ وأقول إنني لم أرد على الأستاذ مرزوق وإنما ناقشت الفكرة التي دار حولها مقاله وهي فكرة تحريم الإسلام ابتداع الصور. أليس ما سقته من كلام الأستاذ عن عقيدة المسلمين يفيد أن الإسلام قد ينهى الفنان عن ابتداع الصور؟

ثم ماذا؟ أنا لم أرد بالتعليق إلا إيضاح رأي حاسم في الموضوع مجمله أن الفن مباح في حدود الدين والأخلاق، وأن التصوير مباح ما دام المصور لم يقصد إعداد صورته (مجسمة أو غير مجسمة للعبادة من دون الله. . . ودليلي على ذلك أن القرآن لم ينص على تحريم التصوير وأن الأحاديث الواردة مشكوك في صحتها كما أوضحت

وبعد فلم أجد في مقال الأستاذ المنشور في العدد 537 إلا مجرد سرد للآراء المتباينة التي أتعبتني وأتعبت كثيرين والتي يجب أن يدلي فيها برأي حاسم حتى يتاح لنا النظر إلى الفن الجميل بعين الارتياح والإيمان. ولا زلت أنكر على الذين يعتقدون حرمة الصور المجسمة ما دام المصور لم يقصد إلا وجه الفن، ولم يقصد إعداد صورته للعبادة من دون الله، وإلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015