بالدرجة الحساسة - وان كنت لا ادري مصدر هذه التسمية - واحسب ان علماء النغم انفسهم لا يستطيعون لذلك تفسيرا دقيقا.
هذا في الموسيقى الغربية، أما في الموسيقى الشرقية فشد الله ازر المشتغلين بالانغام فيها، ويسر لهم من أمرها ما عسر، فلا قاعدة عامة، ولا نغمات معدودة محصورة يسهل على الفكر ادراكها وتحديدها. وإنما هي نغمات تعد بالمئات، ولكل نغمة قاعدتها الخاصة أو قل قواعدها في ترتيب النسب لمسافاتها ودرجاتها. ولذا يستحيل علينا ان نجد عالما شرقيا، مهما بلغ به العلم، قد الم بكل هذه النغمات وأحاط بها. وليس هذا يعني ان كل النغمات في الموسيقى الشرقية عسيرة المطلب شاقة المنال، بل ان فيها من الانغام ما يستطيع الموسيقي العادي ان يلم بها بدون حاجة إلى جهد أو كبير عناء. بل إن من هذه النغمات ما يجعل الموسيقى الغربية في يأس قاتل لعدم بلوغها تلك المرتبة من دقة التقسيم وعذوبة التوقيع وحساسة الإذن.
وفي الموسيقى الشرقية اختلاف عن بساطة التسمية للنغمات الغربية فقد قلنا في النغمات ان النغمة الكبرى أو الصغرى يصح ان تنتقلا على كل درجات السلم محتفظين باسميهما مع نسبة اسم الدرجة التي تعتبر أساسية إلى النغمة. أما في الموسيقى الشرقية فلا يمكن حصر النغمات. ولنأخذ مثلا النغمات التي درجتها الاساسية الرصد، وأولها نغمة الرصد، ثم السوزناك والحجاز كار والنهاوند والنوا أثر والنكريز وطرزنوين والسازكار، وهكذا إلى حوالي الثلاثين نغمة. ولا يقتصر الأمر على هذا. وينهج النهج الغربي عند اعتبار درجة اساسية اخرى غير الرصد للنغمة بل يزداد التعقيد، فمثلا نغمة الحجاز كار ودرجتها الاساسية الرصد وسلمها الموسيقي كما يلي:
كردان 21872048 أوج حصار 21872048 نوا 98
جهاركاه 21872048 سيكاه 21872048 زيركوله
21872048 رصد 256243 98
فلو اتخذنا درجة الدوكاه أساساً لهذه النغمة فان اسمها يتغير ويصبح مشهناز، ولو اتخذنا نفس هذه النسب أيضاً لدرجة اساسية هي الحسيني عشيران لتغير اسم النغمة وأصبح