مجله الرساله (صفحة 37275)

قد برى اعظم حزن أعظمي ... وغنى جسمي حاشا اصغري

أهو ابن الفارض؛ لأن البيتين مذكوران في قصيدته البائية المشهورة التي أولها: (سائق الإظعان يطوي البيد طي)؟ أم هو المستشرق المعروف (بالمر) كما ذكر الأستاذ عبد الوهاب الأمين في الرسالة (486: 1004)؟

أقول: لاشك أن هذين البيتين من شعر ابن الفارض، وانهما من يائيته المعروفة. والدليل الذي لا يقبل الشك في ذلك هو انهما موجودان في نسخة الديوان التي حررت وصححت بقلم ابن بنت الشيخ عمر بن الفارض نقلاً عن الشيخ كمال الدين محمد ابن عمر بن الفارض. وعلى هذه النسخة كتب الشيخ حسن البوريني شرحاً طويلاً كثير الفوائد واثبت هذين البيتين وشرحهما. وقد فرغ من شرح القصيدة اليائية سنة 1010هـ (1601م). وكذلك أثبتهما الشيخ عبد الغني النابلسي في شرحه وكتب عليهما وقد فرغ النابلسي من شرحه لديوان ابن الفارض سنة 1123هـ - 1711م

فالبوريني شرح البيتين في ديوان ابن الفارض قبل مولد (بالمر) بنحو 339 سنة، والنابلسي شرحهما قبل أن يولد هذا المستشرق بنحو 129 سنة

برهان الدين الدغستاني

كلمة أخيرة في اختلاف القراءات

ما كنت أريد أن أعود إلى الكتابة في موضوع اختلاف القراءات بعد كلمة الأستاذ الفاضل عبد العليم عيسى، ولكني قرأت كلمة للأستاذ الفاضل محمود عرفة يحاول فيها أن يحرف رأيي تحريفاً آخر إلى مذهب القائلين أن القرآن نزل بمعانيه دون ألفاظه وحروفه، وهو مذهب لم يحيي إلا على السنة بعض ذوي المقاصد السيئة من المستشرقين، مع أنه هو الذي اعتنق مذهب أولئك المستشرقين في كلمته الاولى، إذ حمل كل ما لا يدخل من القراءات في باب اختلاف اللهجات على التصحيف، ولم يفرق في ذلك بين قراءات شاذة ومتواترة

ولست أدري كيف يحرف الأستاذ محمود عرفة رأيي هذا التحريف، مع أنه لا يراد منه إلا توجيه هذه القراءات توجيهاً تظهر به الحاجة إليها في عهد النبوة، ويقطع الطريق على من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015