أحد أعدادنا الماضية عن زيارة سمو الجناب العالي الخديوي لجلالة ملكة الإنجليز في بلادها)
كذلك نأخذ على الدكتور مبارك حكمه على محمد بك من أول جلسة جلسها معه عند المرحوم أحمد باشا شفيق، لأن الرجال أسرار، وقيمة الرجل لا تعرف إلا بعد طول المعاشرة.
ولم يعتزل محمد بك الكتابة كلية بعد موت أبيه كما قال الدكتور، وإنما اعتزلها حيناَ من الدهر حين اشتغل مديراَ لإدارة الأوقاف العمومية بعد مديرها أحمد شفيق باشا. ومع كل فقد كان ينتشر في الصحف اليومية المقالات الضافيةفي المناسبات الهامة كما ذكر بنفسه ذلك في المؤيد بتاريخ 9 فبراير سنة 1908 تحت عنوان: (كلمة مفروضة)، وكان الكلام يدور حول منع نصب تمثال (دانتي الإيطالي) في مدينة الإسكندرية. ولا يفوتني ذكر مقالته (صوت من العزلة) التي افتتح بها الأهرام صحيفته في30 ديسمبر سنة 1921 وفيها يذكر محمد بك سبب عزلته ويرحب باتحاد الأحزاب في مصر وما في الاتحاد من عزة للشرق
وفي سنة 1925 طلب منه صاحب جزيرة مشهورة في مصر أن يكتب مقالين في الشهر مختاراَ له لونا معيناَ من السياسة ويأخذ عليهما ثمانين جنيهاَ؛ فأجابه المويلحي الصغير بكلمته المشهورة: (قلم المويلحي لا يباع)
أما سور بابل فلا مبالغة فيه إذا علم الأستاذ مبارك أن المهندس كان يعيش في القرن الثاني قبل المسيح هو أول من جمع في مؤلف واحد وصف عجائب الدنيا السبع بكل ما أوتي من دقة تكون أهلاَ لمهندس. ولم يقصد محمد بك بقوله إن السور يتسع للإحاطة بسبع مدائن كمدينة باريس (في سنة 1900 طبعاً) إلا على الطريقة الحسابية التي سبقه بها في مثل هذه العمليات الحسابية المهندس الفرنسي (لينان باشا) حيث قال: إن حجارة الأهرام تكفي لبناء قناطر محمد علي.
إبراهيم المويلحي
اللغة والتعريب
تحركني كلمة الأستاذ زكريا إبراهيم إلى الرد لأنها تتناول مسألتين جوهرتين: أولاهما