توفي مساء اليوم الثامن والعشرين من شهر يوليو بمستشفى الحكومة بالقدس السير وليم فليندرس بتري، عالم الآثار المصرية عن ستة وثمانين عاماً
وكان الفقيد من العلماء الثقات في تاريخ مصر القديم وتاريخ الغابرين في القسم الشرقي من حوض البحر المتوسط. وهو الذي وضع قواعد علم الآثار في مصر، واستخدام الآثار المدفونة في الكشف عن أسرار الحضارات القديمة
ومما كان يقوله، إن الخزف والجواهر من أهم موارد العلم له، وأن الأبنية كانت ترشيده إلى كل ما يريد الوقوف عليه، وإن لم يكن هناك شيء مكتوب عليها
وقد ولد السير فليندرس في 3 يونيو 1853 ببلدة (شابلتون) بجوار جرينوتش، وكان والده مهندساً، وجده لأمه ضابطاً بحرياً
ولما بلغ الثامنة من عمره كان يتكلم أربع لغات. وفي سن الخامسة عشرة كان طالباً مجداً في القسم المصري بالمتحف البريطاني
وفي السابعة والعشرين من عمره، قدم مصر حيث بدأ حياته العملية
وكان إلى جانب إلمامه التام باللغات القديمة، رياضياً من الطراز الأول، ومهندساً ومصوراً بارعاً
وأمضى السير وليم فلندرس العامين الأولين، من أعوام إقامته في مصر، وهو يقيس الأهرام والمعابد، ثم درب على ذلك جماعة من العمال المصريين، وبدأ أعمال التنقيب عن الآثار. وظل يقوم بهذه الأعمال وكتابة المذكرات عن استكشافه حتى سنة 1914
وقد ألف أكثر من مائة كتاب استغرق في كتابة أحدها وهو (تاريخ مصر) 19 عاماً، إذ بدأه في سنة 1894 وانتهى منه سنة 1923
وكذلك أنشأ مدرسة إنجليزية لتدريس الآثار في مصر ولبث يقوم بالتدريس فيها حتى سنة 1934، إذ غادرها إلى القدس، حيث بدأ أعمال الحفر في صحراء سينا وسورية
من أي يومي من الموت أفر
جاء في العدد 473 من (الرسالة) تحت عنوان (تصويبات) في مقال للأستاذ أحمد يونس محمد تعليقاً على البيت الآتي الذي ذكره الأستاذ السيد يعقوب بكر للأمام على: