وكل ذلك لتأمين الهند.
والهند تجذب أنظار العالم اليوم لعاملين:
1 - اقتراب الخطر الياباني منها.
2 - ذهاب السير سترافورد كريبس إليها لحل مشاكلها المتعددة ووضع نظام جديد لحكمها.
مشاكل الهند
ليس هناك دولة في العالم تحاكي الهند من حيث كثرة مشاكلها وتعددها وصعوبة حلها، فهي من ناحية من أغنى بلاد العالم، ومن ناحية أخرى من أكثر جهاته ازدحاماً بالسكان.
ومع هذا فإن حكمها ليس بالأمر اليسير الهين، وذلك لتباين ديانتها واختلاف عناصرها وكثرة لغات أبنائها وكراهية طوائفها بعضها لبعض كراهية شديدة
يبلغ عدد سكان الهند 320 مليون نسمة، ومساحتها مليوناً ونصف المليون ميلاً مربعاً، أو قدر نصف مساحة أوربا. على أن بريطانيا لا تهتم بالهند حباً في حكها، ولكن لأنها سوق عظيمة لمصنوعاتها ومورد للمواد الخام. وقد كانت صادرات بريطانيا إلى الهند في كثير من السنين أعظم من صادراتها إلى دولة أخرى. وقد بدأت الهند تدخل في الدور الصناعي وقد جاء هذا الدور على يد البريطانيين وتحت إشرافهم
ومشكلة الهند أمام إنجلترا تنحصر في أمرين: الإشراف على سكانها البالغ عددهم 320 مليوناً، وترقية التجارة البريطانية مع الاحتفاظ بالسلام. وليس من السهل حكم دولة معقدة كالهند ذلك لان التباين بين سكانها عظيم بدرجة يستحيل معها تحقيق أي وحدة حقيقية بين أجزائها، فلكل إقليم من أقاليمها ولكل دين من أديانها وطائفة من طوائفها أفكارها ومعتقداتها، ويتكلم سكانها 170 لغة، وتنقسم إلى 2400 طائفة. ومن أبنائها 217 مليونا من الهندوكيين و 60 مليوناً من المنبوذين، وهؤلاء هم أحط سكانها، وهم مجرمون من الحقوق المدنية؛ والبراهمة وعددهم 14 مليوناً، والمسلمون وعددهم 66 مليوناً
وبالهند سبعمائة مقاطعة تحقد الواحدة منها على الأخرى وتملك خمس أرضها؛ وعدد سكانها 75 مليوناً، وأكبر مقاطعاتها حيدراباد وسكانها 13. 000. 000 نسمة. وبعض هذه الولايات قديمة التاريخ، وبعضها حديثته
على أن البريطانيين حين قدموا الهند عقدوا معاهدات مع الكثير منها وضمنوا لها استقلالها