مجله الرساله (صفحة 35801)

من أدب القرن التاسع

كتاب (سحر العيون)

للأستاذ احمد يوسف نجاتي

- 2 -

6 - ومن أولاد أبي الوليد بن الشحنة أوحد الدين عبد اللطيف بن محمد بن محمد بن محمود: ولد سنة 788 وتلقى العلم ببلده وبالقاهرة، ووّلى قضاء مدينة (صفد) مراراً، وناب في القاهرة عن قاضيها وتوفي بها بالطاعون سنة 833 هـ. رحمه الله.

وهؤلاء المتقدمون من بني الشحنة أدركهم الموت قبل مولد البدريّ صاحب (سحر العيون)؛ وأما الذين عاصرهم البدري وانتمى إليهم فمنهم:

7 - محب الدين أبو الفضل بن المحب أبي الوليد المتقدم ابن كمال الدين، فهو محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود وهو من أشهر بني الشحنة وأسيرهم ذكْراً: ولد بمدينة حلب سنة 804، فهو أسنّ من البدريّ بنحو 43 سنة، وسافر مع والده صبيّاً لم يبلغ عشر سنين إلى مصر، ثم قدم إليها مستقلاً بنفسه بعد ذلك، وتلقى العلم بمدن الشام ومصر، وجد في الطلب، وأخذ عن كثيرين من أجلاء عصره بالقطرين، وكان آية في الذكاء وقوة الحافظة حتى قيل فيه:

سمح الزمان بمثله فاعجب له ... إن الزمان بمثله لشحيح

فالأصل زاكٍ والخلال حميدة ... والذهن صاف واللسان فصيح

وفيه يقول بعض شيوخه:

أقسمت إن جدّ وطال المدى ... أروي الورى من بحره الزاخر

فقل لمن بالسبق قد فضّلوا ... (كم ترك الأول للآخر؟)

ولما كملت أداته، ولى الوظائف الجليلة من قضاء وتدريس ونحوهما فولى القضاء الحنفية بمدينة حلب سنة 836 وعظمت رياسته وظهرت كفايته، وانطلقت الألسنة بذكره، وظل في مدة الظاهر جقمق بين رفعة وخفض وولاية وعزل حتى ولى كتابة السر بالقاهرة سنة 857، ولم يلبث أن صرف عنها وبقي بالقاهرة حيناً من الدهر في عيشة غير راضية، ثم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015