زكي مبارك
أولية سوق عكاظ
ذكر الأستاذ (علي محمد حسن) في الرسالة الغراء (العدد 451) تصيحاً لما في دائرة معارف وجدي إذ جعلت افتتاح عكاظ سنة 540م، قال في خاتمته: (وبعد، فجمهرة الكتب على أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد عام الفيل، وعلى أن عكاظ قامت بعد الفيل بخمس عشرة سنة فتكون قد أقيمت في سنة 585)
والواقع أن جمهرة الكتب ذهبت إلى هذا، إلا أنه لا يثبت على التحقيق، بل أن سوق عكاظ ليرتفع تاريخها إلى ما قبل سنة 500 ميلادية لهذه الأسباب:
1 - أجمعت كتب السير على أن رسول الله حضر حرب الفجار بنفسه ويحدد بعضها سنة إذ ذاك مستنداً على الحديث: (كنت أنبل على أعمامي يوم الفجار وأنا ابن أربع عشرة سنة) وحرب الفجار كانت في عكاظ إبان الموسم، وذلك بعد عام الفيل بأربع عشرة سنة، فكيف يقولون أن عكاظ أقيمت بعد الفيل بخمس عشرة (انظر أسواق العرب ص 146 فما بعد).
2 - تزوج عبد شمس بن عبد مناف امرأة بعد أن طلقها زوجها لبيعها السمن وراحلتين بخمر شربتها في عكاظ. وهذا الحادث قبل عام الفيل بعقود السنين (أسواق العرب ص290)
3 - قالوا أن عمرو بن كلثوم صاحب المعلقة عاش حول سنة (500م)، وعمرو أنشد معلقته في عكاظ بالموسم، فلا شك إذن في أن السوق كانت قبل هذا التاريخ بسنوات.
مما تقدم لأسباب أخرى لنا أن السوق أقيمت قبل التواريخ التي يذكرونها بأزمان وهي على اقل تقدير كانت قبل القرن السادس الميلادي، ومن أراد زيادة في التحقيق فليرجع إلى كتابنا (أسواق العرب في الجاهلية ولإسلام ص294، 295، 146 فما بعد
سعيد الأفغاني
(أبو العلاء) و (إخوان الصفاء)
نقل الأستاذ عمر الدسوقي في العدد (246) من هذه المجلة الرفيعة قول الدكتور طه حسين بك أن (أبا العلاء المعري) قد اجتمع بإخوان الصفاء إبان إقامته في بغداد؛ وقد استدل