في التصوير الإسلامي
للدكتور محمد مصطفى
أمين مساعد دار الآثار العربية
هو بهرام الخامس بن يزدجرد المسالم أحد ملوك الدولة الساسانية المعروف (ببهرام جور) حكم إيران سنتي 420 و438 ميلادية. وقد استطاع بعدله وسخائه وفروسيته وشجاعته أن يصير محبباً إلى رعيته بعد أن كرهوا أباه (يزدجرد) الذي اضطهد المجوس في سبيل تمكين المسيحيين من العبادة جهاراً في بلاده. وقد هاجمه خاقان التركستان الصينية بجيش قوامه 125. 000 رجل، فاستطاع (بهرام جور) أن يصده بجيش من 10. 000 رجل من خيرة محاربيه وأن يقتله بيده. وكان (بهرام) موفقاً في سياسته، فقد صالح الروم على شروط عادلة بعد أن هزموا جيشه، وحث الناس على الزراعة وأعانهم عليها، وكان يشجع العلماء والأدباء والفنانين والموسيقيين ويدعوهم إلى بلاطه من البلاد الأخرى، حتى أنه استحضر ذات مرة من الهند ألفي موسيقي من الذكور والإناث وفرقهم في بلاده ليطربوا فقراء المزارعين دون أجر، فتوالدوا فيما بينهم وصار منهم القوم المعروفون (بالغجر) وانتشروا من (إيران) إلى البلاد الأخرى. وقد كان (بهرام جور) فوق ذلك أديباً شاعراً، تعلم الشعر في صباه بين العرب في الحيرة، وقد بقيت هذه الذكرى في الأدب الفارسي والعربي على السواء، فالفرس يقولون إنه أول من قال الشعر وأنه أخذه عن العرب، ويروون له أبياتاً فارسية، والعرب يروون من شعره العربي والفارسي
وبقيت (لبهرام جور) ذكرى حسنة بين رعيته فاخترعوا له قصصاً تعبر عن مكانته في نفوسهم وتبين عن فروسيته وبطولته ومقدرته في القنص والصيد. وصاروا يتناقلون هذه القصص جيلاً عن جيل حتى نظمها (الفردوسي) في (الشاهنامه) حوالي سنة 400 هجرية. ثم اتخذها الشاعر نظامي الكنجوي موضوعاً لإحدى منظوماته الخمس، فنظمها مرة أخرى حوالي سنة 596هـ بعد أن البسها ثوباً جديداً من خياله وشاعريته
واستلهم الفنانون وقائع (بهرام جور) في الصيد ومهارته في الرمي بالنشاب في رسم