مجله الرساله (صفحة 34180)

فردان من الشرق إلى الجنوب. غير إن مولتك عدل في تلك الخطة من سنة 1905 إلى سنة 1914 إذ قوى الجناح الأيسر تقوية لم تحفظ النسبة بينه وبين الجناح الأيمن الذي كان معداً للتقدم من بلجيكا، وأبعد الطريق المختار لهذا الجناح عن البحر؛ ثم لم يزل يقوض بتعديلاته أسس الخطة في الميدان حتى انهارت وعدل عنها آخر الأمر في 4 سبتمبر سنة 1914 (معركة المارن الأولى 5 - 9 سبتمبر سنة 1914). ومن تعديلاته أنه أجاب على تحدي الفرنسيين عند قيامهم بالهجوم المباشر في أغسطس سنة 1914، وحاول إحداث معركة حاسمة في اللورين فجنح بذلك إلى الاقتراب المباشر.

ولو أن ألمانيا - بعد معارك المارن في سنة 1914 وحتى بأخرة عنها - اتبعت سياسة حرب دفاعية في الغرب هجومية في الشرق (اقتراب غير مباشر) لجاز أن تختلف النتيجة: إذ ليس يوجد غير أسباب واهية كانت تحمل على الظن بان جهود الحلفاء - في هذه الحالة - كانت تصل إلى أكثر من حمل ألمانيا على النزول عن بلجيكا وشمال فرنسا مقابل احتفاظها، غير مدافعة، بغنائمها في الشرق. أما في سنة 1918 فإن الفرصة كانت قد فاتتها وكان جلدها الاقتصادي قد تأثر تأثراً خطراً. ذلك هو الموقف الذي كانت فيه ألمانيا سنة 1918 حين بدأت هجومها الأخير في الميدان الغربي

نظر المؤلف في معارك الميدان الغربي إلى إبريل سنة 1918 ثم قال:

أصبحت فكرة فوش الموجهة لقيادته أن يحتفظ بالقدرة على ابتداء الأعمال الحربية غير مسوق في المحاربة بعمل العدو ? وألا يدع له سبيلا إلى الراحة في ذلك الوقت الذي فيه كانت القوات الاحتياطية تتجمع لديه هو. وكان أول عمل قام به هو تخليص السكك الحديدية على جوانب جيشه وذلك بسلسلة من الهجمات المحلية

فقام هيج بالهجمة المحلية الأولى في 8 إبريل سنة 1918 تجاه أميان وقد ضاعف لذلك جيش رولنسن باحتياطات وحيل ماهرة من حيث لم يشعر الألمان. ولعل هذه الهجمة - التي قادها450 دبابة - كانت أتم مفاجأة وقعت في هذه الحرب، وقد كفت لإفساد الاعتدال النفسي في القيادة الألمانية، وأشعرت لوندورف بهزيمة جنوده المعنوية حتى حملته على التصريح بأن الصلح لن يمكن الوصول إليه إلا بالمفاوضة. وقال: إنه ريثما يتيسر ذلك يجب أن يكون هدف ألمانيا الإستراتيجي شل إرادة العدو الحربية شيئاً فشيئاً بدفاع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015