مجله الرساله (صفحة 33289)

وهو رابعاً يقول: (ويعد كتابه الثاني أوفى مرجع عن بلاد الهند، وأملأ كتب الأسفار تعريفاً بها).

والشذوذ كل الشذوذ في (أملأ)، لأن أفعل التفضيل - كفعل التعجب - لا يصاغ من الخماسي (امتلأ) على وزن أفعل. ولا يُقال إنه مصوغ من مَلأ، لأنه كان عليه حينئذ أن يقول: (ويُعَد المؤلف أملأ المؤلفين لكتابه تعريفاً بالأسفار) لا أن يسند الملء للكتاب.

نعم، إن الأشموني في شرحه على الألفية وابن هشام في أوضح المسالك ذكرا من الشذوذ قولهم: (ما أملأه للقربة) مصوغاً من امتلأ؛ وهذا وهمٌ منهما لأنه لا شذوذ حينئذ في العبارة، إذ هو مصوغ من ملأ. . . والمعنى جيد.

وقد اعتذر لهما الصبان بأن الشذوذ يكون حين يقال: (ما أملأ القربة)، كعبارة الأستاذ عبد الغني

فهل يقوم هذا اعتذاراً له؟

وهو خامساً يقول: (وإذا كانت هذه الرحلات الفردية وكثير غيرها قد أضافت بعض الثروة إلى الأدب، إلا أنها لم تكن منتجة. . . الخ).

وأنا لا أعلق على هذه العبارة إلا بأن أتحدى الأستاذ بأن يُعربها ويبين لنا جواب إذاً ويخرِّج هذا الاستثناء.

ومني إليه التحية.

(حدائق القبة)

محمد محمود رضوان

المدرس بالمدرسة النموذجية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015